كشف احمد اشعبان، استاذ باحث في تاريخ الفن وعلم الاثار الاسلامي، عن وجود احدى عشرا ضريحا في مقبرة سيدي مسعود بالدارالبيضاء، وأكد على انها أقدم ماهو موجود اثريا بالنسبة إلى مدينة الدارالبيضاء.
واستعرض أحمد أشعبان في مداخلة له بمناسبة الندوة العلمية التي نظمها المجلس العلمي للدارالبيضاء، مؤخرا بمناسبة اصدار الكتاب الجماعي ” المكون الصوفي لمدينة الدارالبيضاء” نتائج بحته الميداني والتاريخ حول أضرحة صلحاء مقبرة سيدي مسعود بالدارالبيضاء، وقدم معطيات حول وجود احدى عشر ضريحا للأولياء الصلحاء داخل مقبرة سيدي مسعود، وقدم صورة لأماكن تواجدهم.
كما قدم صورا للنقود التي تم العثور عليها في المقبرة القديمة لسيدي مسعود، أثناء اجراءه البحث الميداني، حول أضرحة مقبرة سيدي مسعود، وأكد أنها تعود الى عصر دولة الموحدين.
وأضاف احمد اشعبان أن موضوع مقبرة سيدي مسعود يثير مشكلتين أساسيتين، اولها، ما علاقة مقبرة سيدي مسعود بالمدينة القديمة للدارالبيضاء، وقدم دلائل تثبت على أن لاتوجد أي علاقة بين المدينة القديمة الدارالبيضاء ومقبرة سيدي مسعود.
وأما المشكلة الثانية، والتي وصفها بالمهمة، وهي ما يطرحة موضوع الاولياء والصلحاء بالدارالبيضاء من مفارقة واسعة، بين البعد العلمي والأكاديمي، والرعد الاجتماعي والقدسي المتداول، الاول يعتمد على الأدلة العلمية والنصية والمعمارية والاثرية للوصول الى حقيقة الموضوع، بينما الثاني يعتمد على ماهو متعارف عليه شفويا، مع خلفيات التركيز على استمراره لأنه يخدم المصالح الخاصة، مما ينعكس على أزمة البحث المتمثلة في اجترار نفس المعلومات السابقة بصحتها واخطائها، وهذه هي أزمة البحث العلمي، في مواضيع الأضرحة والأولياء الصالحين.
ومما أوصى به أحمد أشعبان، في مقالته العلمية “حول أضرحة صلحاء مقبرة سيدي مسعود بالدار البيضاء: دراسة
ميدانية وتقديم تاريخي”، حاجة مقبرة سيدي مسعود وبشكل ملح إلى إنقاذها لأنها تحتضن مصادر تاريخ مدينة الدار البيضاء وتاريخ الشاوية.
وامكانية إعادة هيكلة المقبرة ككل لتقدم لنا صورة حضارية وبيئية جديدة بإعادة قبورها إلى أوضاعها ورونقة شواهدها القبرية الجميلة والمفيدة وإعادة وترميم أضرحتها.