عادل الشاهدي، مستشار بمجلس مقاطعة عين الشق وعضو سكرتارية المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد
إن المنطق الذي يتم به تنزيل مشاريع تصميم التهيئة بالدار البيضاء عموما أحدث قطائع خطيرة مع خصوصية المدينة كقطب صناعي وتجاري وأستجاب أكثر لضغوطات المنعشين العقاريين في مدينة لم تعرف أي ارتفاع ديموغرافي لازيد من عشرين سنة، في حين تحتاج المدينة إلى تجويد حياة السكان.
وعلى اعتبار أن تصميم التهيئة وثيقة تنموية ترهن مصير مدينة الدارالبيضاء، وكل مقاطعاتها الستة عشرة بشكل عام، ومقاطعة عين الشق بشكل خاص لعقد من الزمن، فمن الضروري إعادة النظر في القوانين وكذلك اختصاصات المجالس المنتخبة باعتبارها المسؤول الأول عن التنمية في مناطق نفودها، عوض الاكتفاء بإبداء الرأي في الموضوع.
وفي هدا السياق، وان صح خبر إرجاء مشروع تصميم تهيئة مقاطعة عين الشق من طرف الأمانة العامة للحكومة بداعي تأخر مقاطعة عين الشق ومجلس جماعة الدار البيضاء في إبداء الرأي حوله، وهدا امر واقع، فإن مجلس مقاطعة عين الشق لم تكن لها الجرأة الكافية لمواجهة الكم الهائل من الطعون التي تقدم بها المواطنون (576 طعن على مستوى المقاطعة و360 على مستوى جماعة الدار البيضاء ) ما جعلها تتراجع عن إبداء الرأي خلال دورة علنية والاكتفاء برفع توصيات من خلال اجتماع لجان مشتركة وفي وقت متأخر.
وقد حدت جماعة الدارالبيضاء حدو المقاطعة بالتملص من المسؤولية واعادة النقاش إلى المقاطعة وهنا تتحمل الوكالة الحضرية تبعات التنزيل الفوقي دون استقراء حقيقي للحاجيات ودون إشراك باقي الفاعلين في وضع تصور صحيح للبنية الفوقية التي يجب أن يجيب عنها تصميم التهيئة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
واذا ما عدنا إلى طبيعة الطعون التي تقدمت بها الساكنة أو ملاحظات المستشارين فانها تكشف عن عيوب كثيرة مقصودة أو غير مقصودة، لكنها تنم عن غياب عدالة مناطقية ندكر منها على سبيل المثال لا الحصر تدمر ملاك الأراضي في الحزام الأخضر من تنطيق pjp (حدائق عمومية) في نفس الوقت يتوافد عليهم سماسرة العقار للاتفاق على شراء الأراضي من كلامها باثمنة بخسة.
اما بالنسبة للتجهيزات التي لم يتحقق منها سوى %10 كاعلى معدل في المرفق العمومي، فإن %90 المتبقية تعد خزان احتياطي للأراضي(المثقفة) بلغة السماسرة لا يقوى على تحريرها سوى الراسخون في ( العلم ).
في نهاية الأمر نرى أن هدا التأخر وان كان عائقا كبيرا بالنظر إلى سرعة تنزيل المشاريع المهيكلة بالمنطقة الا انه لن يجيب عن تطلعات المرحلة الا بعد إعادة تصحيح عيوبه.