نظمت مجلة “كونسونيوز”، يوم أمس الاثنين، بالدار البيضاء،
الدورة الخامسة من التظاهرة السنوية الهامة “يوم المستهلك المغربي” تحت شعار “أثر الذكاء الاصطناعي على العلاقة بين العلامات التجارية والمستهلكين : أية أخلاقيات ولأي استعمال؟”.
وتميزت أشغال فعاليات يوم المستهلك المغربي، بمشاركة مهنيين في قطاع الماركوتينغ ومختصين في مجال التواصل وأساتذة جامعيين وخبراء وجمعيات تهتم بحماية المستهلك، والتي توزعت الى جاستين تناولت كل من موضوع
“أثر الذكاء الاصطناعي على التجربة والعلاقة بين العلامة التجارية والزبون الذكاء الاصطناعي” وموضوع “التداعيات الأخلاقية المترتبة عن استعمال الذكاء الاصطناعي”.
كما تميزت فعاليات التظاهرة هذه السنة بتسليم جوائز المستهلك المغربي، لفائدة عدد من المؤسسات الإعلامية والتجارية الوطنية والتي تتوخى التظاهرة من ورائها تكريم العلامات التجارية الملتزمة اتجاه المستهلكين.
وقال نبيل توفيق، مدير نشر، مجلة “كونسونيوز” ومؤسس تظاهرة ” يوم المستهلك المغربي” ان تنظيم التظاهرة اليوم هو تتويج لمسار طويل يحافظ على نفس الطموح، وهو تجميع كل الأطراف المتدخلة والمعنية بموضوع الذكاء الاصطناعي وحماية المستهلك، من خلال الوزارة وجمعيات حماية المستهلك والعلامات المغربية وباقي المتدخلين.
وأضاف توفيق ان ما يميز تظاهرة دورة هذه السنة هو تسليم الجوائز التشجيعية المؤسسات والشركات التي تحترم الجودة وتشجع عليها وتحترم حقوق المستهلك اضافة الى تنظيم دورة تكوينية مجانية حول حقوق المستهلك، من طرف مؤسسة الاستهلاك المغربية المستقلة، بشراكة مع الفدرالية الوطنية لجمعيات المستهلك.
من جهته أكد أحمد شيتاشني، الباحث في انثروبولوجية الحضرية أن مداخلته، نبهت الى مخاطر استعمال وسائل الذكاء الاصطناعي المستوردة من الخارج على السيادة الوطنية، ودعا إلى ابتكار وصناعة ذكاء صناعي وطني للحفاظ على السيادة.
كما نبه الى ما يمكن أن يحدثه الذكاء الصناعي من فوارق بين المواطنات والمواطنين، والفوارق المجالية بين من يستطيع ان يستعمل وسائل الذكاء الاصطناعي وبين من لا يتمكن من ذلك.
وأضاف شيتاشني كنا انني نبهت في مداخلتي إلى المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي و لاستعمال الالة عموما على فرص التشغيل، وبالتالي يجب ان يكون الذكاء الصناعي سببا في خلق معضلة الاجتماعية لها صلة بإضاعة فرص شغل التي كان يشغلها الانسان بعد تعويضه بالآلة.
واقترحت التظاهرة يوما للتفكير والتأمل فيما بات بفرضه تواجد الذكاء الاصطناعي حاليا في صلب العديد من الابتكارات التكنولوجية والتي تحدث تحولا جذريا في عدة قطاعات.
ففي مجال الماركوتينغ والعلاقات بالزبائن، يتيح الذكاء الاصطناعي إمكانية شخصنة التجارب وتحسين فاعلية الحملات وإضفاء الطابع الاوتوماتيكي على التفاعلات، ويزود بالتالي العلامات التجارية بأدوات فعالة لتحسين مستوى فهم الزبائن والخدمات المقدمة إليهم. إلا أن هذا التقدم يطرح كذلك إشكاليات أخلاقية حيوية فيما يخص استعمال المعطيات الشخصية وشفافية الخوارزميات.
بعد الأشغال افتتاحية خصصت للتأملات متعددة المجالات التي تحيط بالذكاء الاصطناعي، تواصلت تظاهرة يوم المستهلك المغربي بعقد جلستين رئيسيتين :
1- أثر الذكاء الاصطناعي على التجربة والعلاقة بين العلامة التجارية والزبون : استكشفت هذه الجلسة كيفية إدماج العلامات التجارية للذكاء الاصطناعي في استراتيجياتها التسويقية وما تحققه من نتائج على مستوى تجربة الزبون. وقد سُلط الضوء خلالها على حالات واقعية وشهادات لعلامات تجارية نجحت في تغيير علاقتها بالزبائن بفضل الذكاء الاصطناعي.
2- التداعيات الأخلاقية المترتبة عن استعمال الذكاء الاصطناعي : تباحثت هذه الجلسة الثانية الرهانات الأخلاقية المرتبطة باستعمال الذكاء الاصطناعي في مجال الماركوتينغ وقد ناقش المتدخلون تأثير ذلك على حماية المستهلك وحللوا هذه الإشكاليات على ضوء قانون المستهلك، كما رصدوا التحديات الجديدة التي تطرحها هذه التكنلوجيا الصاعدة.
جوائز المستهلك المغربي : تكريم الامتياز والإلتزام
تميزت هذه الدورة كذلك بتسليم جوائز المستهلك المغربي التي تتوخى تكريم العلامات التجارية الملتزمة اتجاه المستهلكين.
وقد سلم ما مجموعه سبع جوائز :
جائزة صنع في المغرب :
عين سلطان، ماء معدني
إزولوبوكس، العاملة في مجال البناء
إيكوإير، متخصصة في التكييف
جائزة العلاقة مع الزبون :
إنوي، شركة اتصالات وطنية
جائزة الاستهلاك المسؤول :
مجموعة مرجان، عاملة في مجال التوزيع
جائزة استمرارية العلامة التجارية :
لوماتان، جريدة يومية وطنية
سوشبريس، عاملة في مجال الطبع
وتأتي هذه الجوائز تتويجا للمبادرات الخلاقة وسياسات الأسعار التي تعزز القدرة الشرائية واستراتيجيات التوزيع التي تيسر الوصول للمنتجات وغيرها من الأعمال التي تخدم مصلحة المستهلكين.
على هامش هذه الدورة وفي إطار الأهداف المتوخاة من تظاهرة يوم المستهلك المغربي المتمثلة في المساهمة في توعية المستهلكين، نُظمت دورة تكوينية حول قانون المستهلك، تحت لواء مؤسسة الاستهلاك المغربية المستقلة، بشراكة مع الفدرالية الوطنية لجمعيات المستهلك.
هكذا، عززت تظاهرة يوم المستهلك المغربي 2024 دورها كمنصة لا محيد عنها لمناقشة الرهانات الحالية والمستقبلية المتعلقة بالمستهلك، مع الاحتفاء بالعلامات التجارية التي تتميز بالتزامها وإبداعها في خدمة المستهلكين.
“كونسونيوز” في سطور
“كونسونيوز” مجلة ذات أهداف إعلامية وتربوية تُعنى بمجالي الاستهلاك والماركوتينغ. من منطلق التزامها بتقديم معلومات ذات جودة وتشجيع الفكر الأخلاقي في عالم الأعمال، تنظم “كونسونيوز” كل سنة يوم المستهلك المغربي وهي تظاهرة بارزة تجمع الخبراء في المجال الصناعي والباحثين والناشطين في مجال حقوق المستهلك وغيرهم من الفاعلين الأساسيين، لمناقشة الرهانات الآنية المرتبطة بالعلاقة بين العلامات التجارية والمستهلكين.
