أضف النص الخاص بالعنوان هنا

رسالة إلى ماكرون والماكرونيين: البروالإحسان يبدآن من داخل بيوتكم

رسالة إلى ماكرون والماكرونيين: البروالإحسان يبدآن من داخل بيوتكم

الكاتب أحمد شيتاشني

لا أدعي أنني أخاطب الأصدقاء الفرنسيين، ولكن إليكم وإلى فريقكم للتنديد بغروركم في التواصل وغطرستكم البعيدة عن أية ثقافة دبلوماسية؛ ومن أجل تنوير عقول بعض المغاربة الذين يثقون في خطابكم المفكك.
سيد ماكرون
مواقفكم وخطبكم وتغريداتكم على تويتر تلحق الضرر بفرنسا.
لقد أضعتم مرة أخرى فرصة التزام الصمت، والتصرف كرئيس لأمة عظيمة، من خلال تغريدة موجهة إلى شعب عريق وأمة ذات سيادة، وتكلمتم كما يخاطب مصرفي صغير عادي زبناءه. وبالتالي الاستهزاء بكافة عادات وأعراف الاتفاقيات والممارسات الدبلوماسية بين الدول.
وحتى في أقوى فترات استعمار بلدي، وفي الذاكرة، لم يخاطب أي رئيس فرنسي المغاربة مباشرة.

أنظروا إلى ما يهم بلدكم وبشكل أدق أقاليم ما وراء البحار، الفرنسية، التي تشهد ظروفا كارثية على جميع المستويات، والتي هي أكثر حاجة إلى مساعدات الطوارئ.
وإليكم الدلائل بالأرقام:
1/ فيما يخص مستوى المعيشة، يبلغ المتوسط ​​الوطني لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 34.500 يورو في عام 2020، بينما يبلغ حوالي 9700 يورو في مايوت، و15.100 يورو في غويانا، و22.200 يورو في لاريونيون، و23.200 يورو في كوادلوب، و24 700 يورو في المارتينيك.

2/ فيما يتعلق بالأسعار هناك فوارق كبيرة مقارنة بفرنسا. فوفقا لمعطيات نشرها المعهد الوطني للإحصاءات الاقتصادية في عام 2015، تراوحت هذه الفوارق بين 12% في جزر الأنتيل (12.5% ​​في كوادلوب و12.3% في المارتينيك)، و11.7% في غويان و7% في لاريونيون ومايوت (6.9)، وتتسع الفجوة أكثر فيما يتعلق بالمنتجات الغذائية. وتتراوح بين 37% في لاريونيون، و42% في كوادلوب، و45% في غويان، بل وتصل إلى 48% في المارتينيك، و22% إلى 38.5% للمنتجات الغذائية وحدها.

3/ بخصوص وفيات الرضع، في حين أن المعدل في فرنسا يبلغ 3.6 لكل ألف ولادة في المتوسط ​​بين عامي 2014 و2016، فهو أعلى بمرتين في الخارج، ويتراوح خلال هذه الفترة من 7.26 في المارتينيك إلى 8.14 في كوادلوب و9.19 في مايوت.
4/ أما البطالة، ففي عام 2018، تجاوز معدل البطالة 24% في لاريونيون ووصل إلى 38% في مايوت، المقاطعة الأكثر تضرراً (الأرقام التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية في عام 2019) مقارنة بـ 9% في البر الرئيسي لفرنسا؛ وتضرب البطالة بشكل خاص الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا والذين لا يحملون شهادة جامعية.

5/ حول الفشل المدرسي، فإن المعدل هو ضعف ما هو عليه في فرنسا. وحسب دراسة أجرتها وزارة التربية الوطنية، سنة 2016، بلغت نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاما والذين يعانون من صعوبات في القراءة ما بين 30 و75% في أقاليم ما وراء البحار (27.6% في لاريونيون، 30.4% في المارتينيك، و33% في كوادلوب، و48.4% في غويان، و74.9% في مايوت) مقارنة بـ 10% في فرنسا بأكملها.

6/ كما هو الحال فيما يتعلق بالتطهير والصرف الصحي، فإن 56% من المياه العذبة ذات نوعية جيدة في فرنسا، ولكن 12% فقط في غويانا، و23% في كوادلوب، و42% في المارتينيك. علما أن 5% من سكان جويانا لا يحصلون على مياه الشرب، وتنقطع المياه يوميًا في كوادلوب ومايوت.

يا سيد ماكرون، أمامكم مهام كثيرة للقيام بها والعناية بشؤونكم الداخلية.
فلم أكن أرغب في الحديث عن المناطق التابعة لفرنسا لأن المشاكل هناك لا حصر لها والتي ماتزال بالنسبة لي شؤون فرنسية فرنسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار

أحدث المقالات

فيديو