أضف النص الخاص بالعنوان هنا

خانتني الدموع التي سالت والتي اتحكم فيها دوما

خانتني الدموع التي سالت والتي اتحكم فيها دوما

حنان رحاب

ودعنا أمس استاذنا الكبير سي عبد الواحد الراضي. خانتني الدموع التي سالت، وانا التي اتحكم فيها دوما.
بكيت بسبب الفقد الإنساني الكبير.
المرحوم الراضي لم يكن بالنسبة لي قائدا سياسيا فقط، بل كان الأب والسند والقلب الكبير.
فبعيدا عن السياسة وقريبا من أخلاقها الفاضلة، كان الرجل يبادر إلى إصلاح ذات البين ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وكان حريصا على تطييب خاطر الجميع، وإن اقتضى الأمر طلب المسامحة، حتى ولو لم يكن الخطأ منه.

وإذا كان الاختلاف حول الرجل أمرا عاديا، فإن خصومه قبل أصدقائه يشهدون له بعفة اللسان عند الخصومات، كان رحمه الله مجسدا لحكمة: قل خيرا او اصمت.
غالبا ما كان يوصف برجل التسويات، وهو أمر حقيقي، ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن الأمر قبل أن يكون خطأ سياسيا اختاره ومارسه بقناعة، فهو كذلك خلق فيه، ولذلك كان حريصا على أن لا تصل العلاقة بين الدولة والحزب للقطيعة في مراحل صعبة من تاريخنا متحملا في ذلك الأقاويل، كما بقي حريصا على وحدة الحزب، ولو اقتصى الأمر منه تقديم تنازلات.

كان رحمه الله لا يرد طلبا، وإذا أسندت له مهمة حكومية أو حزبية فيها مصلحة للوطن لا يتوانى عن القيام بها احسن قيام، وإذا اقتضت التوافقات تخليه عن المنصب، يتركه راضيا.
كان رجل دولة وضع تجربته في خدمة وطنه، وكان قائدا حزبيا همه الأساس استمرار الأداة الحزبية بأفق وطني وتقدمي معا.
رحم الله استاذي عبد الواحد، والهم ذويه الصبر والسلوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار

فيديو