برئاسة عزيز اخنوش، رئيس الحكومة، وبحضور عدد من الوزراء، أشرفت غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، اليوم الثلاثاء، بمدينة الخميسات، على حفل الإطلاق الرسمي للمشاريع المتعلقة بتعزيز استعمال اللغة الأمازيغية في الإدارات العمومية وإدماجها بمختلف مجالات الحياة العامة.
مراسيم هذا الحفل، الذي نظمته وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة بشراكة مع كلٍّ من رئاسة الحكومة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، جاءت انسجاماً مع العناية يوليها الملك محمد السادس لمقومات هوية المملكة الثقافية الوطنية، وحرصه الدائم، حفظه الله، على تبويء اللغة الأمازيغية مكانتها التي تليقُ بها باعتبارِها جزءً لا يتجزاُ من هوية وثقافة كل مغربية ومغربي.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، على الأهمية التي تكتسيها هذه المشاريع لكونها تأتي تنزيلاً للمجهودات الحكومية الرامية إلى تكريس الطابع الرسمي للغة الأمازيغية كما نص على ذلك دستور المملكة لسنة 2011. وأضاف السيد رئيس الحكومة أن هذا المنعطف التاريخي قد بدأ مع خطاب أجدير الذي ألقاه الملك محمد السادس سنة 2001.
وذكَّر رئيس الحكومة، بأن هذه الأخيرة تسهر على تفعيل عدد من الإجراءات الرامية إلى تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، منها تسخير أعوان الاستقبال والإرشاد وتوجيه الناطقين بالأمازيغية وتسهيل تواصلهم في المحاكم ومؤسسات الرعاية الصحية الأولية والمؤسسات الثقافية.
بدورها، قالت الوزيرة غيثة مزور، أن وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة قد شرعت بالفعل، في إنجاز عدد من المشاريع المتعلقة بإدماج اللغة الأمازيغية بمختلف الإدارات العمومية، والمتمثلة أساسً في تزويد قطاعات الصحة والحماية الاجتماعية والعدل والشباب والثقافة والتواصل، بما مجموعه 460 عون من أعوان الاستقبال في كل تنويع لغوي من التنويعات اللغوية الثلاثة للغة الأمازيغية: (تريفيت وتشلحيت وتمزيغت)، بهدف تيسير وتسهيل قضاء الأغراض اليومية الإدارية على المواطنين الناطقين باللغة الأمازيغية في مختلف مناطق المملكة وتيسير ولوجهم إلى الخدمات العمومية.. مذكرة بأن هذه المشاريع تبتغي تجويد وتنويع قنوات التواصل مع المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية، والنهوض بالموروث الثقافي والحضاري الأمازيغي وتثمينه.
وحسب بلاغ صحافي فان الحفل شهد توقيع أربع اتفاقيات شراكة بين وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة وأربعة قطاعات وزارية هدفها تعزيزَ إدماج اللغة الأمازيغية بجميع مصالحها. حيث تهم اتفاقيتا الشراكة الموقعتان مع كل من وزارة العدل ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية تعزيز التوجيه والإرشاد باللغة الأمازيغية من خلال توفير أعوان مكلفين باستقبال وتوجيه وإرشاد المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية على مستوى مختلف مصالح الوزارتين، بالإضافة إلى توفير أعوان مكلفين بالتواصل الهاتفي باللغة الأمازيغية، علاوة على إدماج اللغة الأمازيغية في علامات ولوحات التشوير بمختلف الإدارات العمومية التابعة للقطاعين.
فيما تهم الاتفاقية التي تم توقيعها مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تطوير تطبيق معلوماتي لتعلم اللغة الأمازيغية عن بعد لفائدة التلميذات والتلاميذ. وهو التطبيق الذي سيُمكن المواطنات والمواطنين المغاربة، داخل المغرب وخارجه، من تعلم اللغة الأمازيغية بما سيُوسع من قاعدة المستفيدين من هذا التطبيق. بينما تهم اتفاقية الشراكة التي تم توقيعها مع وزارة الشباب، والثقافة والتواصل دعم جميع الأنشطة والتظاهرات ذات الصلة باللغة الأمازيغية، والتي من شأنها تعزيز الإشعاع الثقافي للمملكة والتعريف بهويتها المتعددة الروافد.
وحسب نفس البلاغ الصحفي فان هذه المراسيم تأتي بالموازاة مع الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة وكذا في إطار الجهود المبذولة لإنجاح ورش تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وفقا للتوجيهات الملكية، بما من شأنه أن يخول اللغة الأمازيغية المكانة التي تستحقها باعتبارها إرثا لكل المغاربة، ويخدم مكانتها هوية ولغة وثقافة وتاريخا وحضارة.