نجحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم شفشاون في ترسيخ روح المقاولة والتشغيل الذاتي لدى شريحة واسعة من النساء المستفيدات من مختلف برامج المرحلة الثالثة من المبادرة.
ووجدت النساء بإقليم شفشاون في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خير سند للحصول على تكوينات في حرف متعددة تقوي قدراتهن وتزيد من قابليتهن لاقتحام سوق الشغل، كما وفرت المبادرة مختلف أشكال الدعم التقني والمادي لتمكين المستفيدات من تثبيت أقدامهن في عالم ريادة الأعمال.
وبالفعل، فقد أكدت سلوى خضاري، إطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم شفشاون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تخليد اليوم العالمي للمرأة يشكل مناسبة للوقوف عند سلسلة من المنجزات المحققة لفائدة نساء الإقليم، مبرزة أن المبادرة تعمل وفق فلسفة متكاملة تنطلق من التكوين ودعم قدرات النساء إلى المواكبة والدعم لإطلاق المشاريع.
على سبيل المثال، أبرزت أنه تم إحداث وتجهيز سلسلة من المراكز بالجماعات الحضرية والقروية بالإقليم، ضمن برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، من أجل تكوين النساء في عدد من الحرف والمهن، لتحسين دخلهن وتمكينهن اقتصاديا واجتماعيا، كما تم على مستوى برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب تمويل بعض المشاريع التي تقدمت بها شابات حاملات لأفكار مشاريع واعدة.
وذكرت سلوى خضاري بأن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية شهدت استثمار غلاف مالي إجمالي يصل إلى حوالي 345 مليون درهم، تم من خلالها تمويل 633 مشروعا، العديد من بينها لفائدة النساء.
من بين المراكز المحدثة في هذا الإطار، يبرز مركز المرأة القروية بجماعة تاسيفت ومركز المرأة القروية بجماعة تزكان، واللذين شكلا منصة أطلت من خلالها فتيات ونساء هذه المنطقة الجبلية المتوسطية على عالم الأعمال، بعدما تشبعن بروح المقاولة من خلال تكوينات هادفة في مجالات تتيح لهن الانطلاق في مشاريع ذاتية بعد نهاية التكوين.
وأشارت زهرة الغرناطي، رئيسة الجمعية المسيرة لمركز تاسيفت الذي استفاد من تجهيزات بقيمة 455 ألف درهم، أن هذه المنشأة، التي رأت النور بفضل الورش الملكي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تتضمن عدة ورشات لتقوية قدرات النساء، في مجالات الخياطة والطبخ والإعلاميات والحلاقة ومحاربة الأمية، كما تتوفر على روض أطفال، معتبرة أن من شأن هذه التكوينات تقوية قدرات الفتيات والنساء وتأهيلهن للاندماج في سوق الشغل أو الانطلاق في مشاريع ذاتية.
عن الوقع الاجتماعي لهذا المشروع الذي يستقبل 50 مستفيدة، أشارت المتحدثة إلى أن “الساكنة كانت في أمس الحاجة إلى هذا المركز، ولا أدل على ذلك ارتياح المستفيدات من التكوينات المقترحة في مختلف المجالات”.
بهذا الخصوص، أعربت وداد أرهون، واحدة من المستفيدات من ورشة الفصالة والخياطة بمركز المرأة القروية تزكان الذي تطلب تجهيزه 221 ألف درهم، عن شكرها للمجهودات المبذولة في إطار المبادرة للارتقاء بقدرات نساء المنطقة من أجل تحسين دخلهن ومواكبتهن على الانطلاق في مشاريعهن الخاصة.
وبمدينة شفشاون، رأت مجموعة من المقاولات الذاتية والصغرى النور بفضل الدعم المالي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب. من بينهم إكرام مخلوف، التي تحدت الإعاقة ونظرة المجتمع لتحقيق ذاتها والتعبير عن قدراتها باعتبارها عنصرا فاعلا في المجتمع المحلي.
وتقول إكرام مخلوف، التي تعاني من إعاقة الصمم، أن دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكنها من الخروج من قوقعة العطالة المنزلية نحو نشاط المقاولة الرحب، وإطلاق مشروع للتزيين والحلاقة والذي صار يكتسب زبائن مع مرور الوقت، منوهة بدور المبادرة في دعمها لتجهيز مشروعها ومواكبتها طيلة مراحله، بمواكبة من جمعية RBC.
أما المقاولة الذاتية نهاد سكوري، صاحبة نادي للرياضة فقد أثنت بدورها على الالتفاتة التي توليها المبادرة إلى تطوير المشاريع الصغرى، لاسيما من خلال منصات الشباب التي تقدم مختلف خدمات الدعم والمواكبة.
من جهتها، اختارت هدى الدخري مجالا كان إلى وقت قريب حكرا على الرجال من أجل الخروج من البطالة والانطلاق في عالم المقاولة، ويتعلق الأمر بفتح ورشة لنجارة الألومنيوم والزجاج، حظيت بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لاقتناء التجهيزات اللازمة.
وقالت بكل ثقة “أنصح كل امرأة تريد أن تشتغل بأن تلجأ إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للحصول على الدعم اللازم، كل مشروع في حاجة إلى تمويل لاقتناء التجهيزات والتي تعتبر أساسية، والمبادرة تساعدنا على تجاوز هذه العقبة وعلى تطوير مشاريعنا”.
وبالفعل، فقد مكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت الإشراف المباشر لعمالة إقليم شفشاون، من تشكيل نسيج اقتصادي مقاولاتي نسائي، سواء عبر المقاولات الذاتية والصغرى، أو عبر وحدات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تحقيقا لهدف التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء.