اختتمت منذ أيام فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى روابط الرحامنة في مدينة ابن جرير الذي نظم تحت شعار”الأوراش الملكية الاستراتيجية : مسار تنموي متجدد لأجل مغرب المستقبل “مستهدفًا تعزيز التنمية المستدامة من خلال مناقشة الأوراش الملكية الاستراتيجية التي تساهم في بناء مغرب الغد.
وينظم الملتقى من طرف جمعية التراث الشعبي الرحامنة بشراكة مع عمالة الرحامنة و المجلس الإقليمي للرحامنة و الجماعة الحضرية لابن جرير و جهة مراكش آسفي و المكتب الشريف للفوسفاط، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات وذلك بمناسبة تخليد الأمة المغربية للذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال المجيد.
عرفت أشغال هذا الملتقى زخما أكاديميا وعلميا وفنيا من خلال تنظيم ندوات علمية وطنية و دولية في مواضيع مهمة تأتي في مقدمتها القضية الوطنية بمشاركة ثلة من الأساتذة الجامعيين والخبراء متخصصين في هذه القضية تحت عنوان “مكتسبات الدبلوماسية الملكية في قضية الصحراء المغربية” وبحضور شخصيات تمثل مؤسسات وطنية وأيضا مسؤولين قضائيين و ايضا الودادية الحسنية للقضاة و بعض من الشيوخ والأعيان من الأقاليم الجنوبية وكذلك أساتذة جامعيين وخبراء من خارج المملكة المغربية وصحافيين و مجتمع مدني وبرلمانيين ومنتخبين و إعلاميين و طلبة و تمخض عن هذه الندوة:
- التنويه بزخم الأوراش الملكية الاستراتيجية المتعددة الأبعاد التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في كل ربوع المملكة المغربية؛
- التقدير و الامتنان الخالص لموقف الدول العربية و الإفريقية و أمريكا اللاتينية الصديقة التي فتحت قنصلياتها في كل من مدينتي العيون والداخلة كتصرف ديبلوماسي قانوني يعبر عن دعم صريح لسيادة المملكة المغربية على الصحراء تماشيا مع اتفاقيات فيينا للعلاقات القنصلية لسنة 1963؛
- الإشادة بما يشهده إقليم الرحامنة من اوراش تنموية متعددة الأبعاد و بالدور المحوري والاستراتيجي للمكتب الشريف للفوسفاط وجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات بابن جرير لأجل تأهيل إقليم الرحامنة كقطب للرأسمال البشري لمغرب الغد و منارة لإشعاع علمي و لاقتصاد المعرفة رائد على المستويات الوطنية و الإقليمية و القارية الإفريقية والدولية.
أما الندوة الثانية فتتعلق بالحماية القانونية والقضائية لحق الطفل في التعلم وذلك على ضوء التجارب الدولية و الاتفاقيات الدولية بحضور أساتذة جامعيين وخبراء ومسؤولين قضائيين و مهتمين بهذا الموضوع، و تمخض عن هذه الندوة التي احتضنتها STARTGATE بجامعة محمد السادس متعددة التقنيات، مجموعة من المخرجات أهمها:
- ضرورة الرفع من درجة التنسيق بين مختلف المكونات المنخرطة في ضمان حقوق الطفل في التعليم عن طريق الانضمام إلى الاجتماعات التنسيقية التي تعقدها اللجنة المحلية لمناهضة العنف ضد النساء والأطفال في موضوع حقوق الطفل؛
- ضرورة فتح المجال للدراسات الاجتماعية والنفسية والقانونية لمقاربة ظاهرة الهدر المدرسي وتشجيعها ودعمها ماديا ومعنويا وإنجاز دراسات تشخيصية،مواصلة وتعزيز مقاربة التمييز الإيجابي في الاستثمار في البنيات التحتية والعرض المدرسي لفائدة الوسط القروي بالأخص لصالح الفتاة؛
- تعزيز التقائية البرامج القطاعية و تدخلات الفاعلين حول النهوض بالمدرسة المغربية ومناصرة إستراتيجية الإصلاح.
اما الندوة الثالثة فتتعلق بالاستثمار ورهان تنمية إقليم الرحامنة حيث شارك فيها ثلة من الخبراء وأساتذة جامعيين متخصصين في الاستثمار و تمخض عن هذه الندوة: - التأكيد على تنزيل العدالة الترابية في مجال الاستثمار، تثمين الرأسمال البشري في منطقة الرحامنة؛
- خلق قطاعات اقتصادية و تجارية كقاطرة للتنمية بالإقليم، الاهتمام بالطاقات المتجددة و الطاقات البديلة؛
- ضرورة التنسيق بين المتدخلين في مجال الاستثمار وتبسيط المساطر الإدارية للاستثمار ثم جعل منطقة الرحامنة قطب في مجال الطاقات المتجددة و في مجال الأمن الغذائي والاقتصاد الأخضر.
كما شهدت أشغال هذا الملتقى تنظيم مجموعة متنوعة من العروض الثقافية والفنية، بما في ذلك سهرات موسيقية مبهرة وفن التبوريدة الأصيل الذي يُعتبر رمزًا للتراث المحلي. وقد حضر هذه الاحتفالات أكثر من 45 ألف شخص من سكان المدينة وزوارها، مما يعكس الاهتمام الكبير بالثقافة والفنون في المنطقة.
اماعروض التبوريدة، التي تجسد أصالة التراث الغني، قدمت مشهدًا مدهشًا يربط بين الماضي والحاضر، حيث أظهر الفرسان مهاراتهم في الفروسية بزيهم التقليدي، مما أضفى على المناسبة طابعًا احتفاليًا مميزًا. هذه العروض لم تكن مجرد استعراض لفن تقليدي، بل كانت أيضًا فرصة لتعزيز الفخر الوطني والهوية الثقافية بين الحضور.إلى جانب ذلك، أضفت الأنشطة الثقافية والفنية الأخرى روحًا من الإبداع والحيوية على الملتقى، حيث قدم الفنانون والمغنون عروضًا تعكس تنوع المواهب المحلية. فقد أسهمت هذه العروض والأنشطة في جعل الملتقى حدثًا ثقافيًا بارزًا، يعكس التزام المجتمع المحلي بالحفاظ على التراث وتعزيز الثقافة، ويعزز من مكانة ابن جرير كوجهة ثقافية مميزة.
و اختتمت أشغال هذا الملتقى بصدور إعلان ملتقى روابط الرحامنة الدولي الذي تضمن عدة توصيات وإشادات واختتمت أشغال هذا الملتقى بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وفي الأخير، تقدمت رئيسة جمعية التراث الشعبي بالرحامنة أصالة عن نفسها، ونيابة عن باقي الأعضاء بالشكر الجزيل للسلطات الإقليمية والمحلية والمكتب الشريف للفوسفاط ومجلس جهة مراكش-آسفي والمجلس الإقليمي للرحامنة والمجلس الجماعي لبنجرير وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية على الدعم والمساندة، سواء من خلال الدعم المادي أو المعنوي أو الانخراط الفعلي في التنظيم، كما تم تقديم الشكر أيضا الأطر القضائية بمحكمة بنجرير، وللفاعلين الاقتصاديين وممثلي وسائل الإعلام وكل الأفراد الذين ساهموا في نجاح النسخة الثالثة من هذا الملتقى الواعد. مؤكدة مرة أخرى أن هذا الملتقى يشكل ركيزة لتحقيق التنمية المنشودة، ويعكس تطلعات سكان إقليم الرحامنة نحو مستقبل أفضل.