في إطار التكوينات التي تقوم بها جمعية “أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية” بمدينة الدار البيضاء، احتضن مركز ” أمل للأطفال التوحديين والإعاقات المتشابهة” الذي شيد وجهز بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مقاطعة عين الشق، بالدار البيضاء، يومي السبت والأحد 08 و 09 نونبر 2024 ، دورة تكوينية تحت عنوان: ” المبادئ الأولية للتحليل التطبيقي للسلوك (ABA)” ، بشراكة مع مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، أشرفت عليه الإخصائية النفسية ابتسام بنزهرة، واستفاد منه عشرات من الأطر التربوية والأطر الشبه طبية العاملين بالمراكز الخمسة الذين تسيرهم الجمعية.
وعن هذا الموضوع، قالت ابتسام بن زهرة، أول أخصائية نفسانية معتمد BCBA، إن الدورة التكوينية تعالج موضوع التكفل والتعامل مع الأطفال المراهقين باستعمال التحليل التطبيقي لسلوكهم، من خلال إكساب الأطر ومرافقي هؤلاء الأطفال طرق التعامل معهم .

وأشارت إلى أن الاعتماد على التحليل التطبيقي للسلوك عرف تطورا في أميركا منذ حوالي 30 سنة، في حين أن هذه الطريقة لم تجد اهتماما كبيرا بين المختصين الفرنسيين، الذين يعتمدون على علم النفس التحليلي المحض، دون الاهتمام بمعالجة ومتابعة سلوك المرضى.
وأكدت ابتسام بن زهرة أنها أول طبيبة نفسية مختصة في التحليل التطبيقي للسلوك في المغرب، وتعتمد في معاملاتها مع التوحديين على النظريات التحليلية للسلوك، ومحاولة فهم تصرفاتهم، من خلال مرافقتهم اليومية، مضيفة أن دورها هو تعليم المستفيدين من هذه الدورة طرقا جديدة في التعامل مع الأطفال المراهقين من ذوي الإحتياجات الخاصة الذهنية.

ومن جهتها، قالت السيدة ثورية مبروك، رئيسة جمعية “أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية”،إن المكتب المسير للجمعية يشرف على تسيير خمسة مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية بمدينة الدار البيضاء، يستفيد منها 360 طفلا ويشرف على تأطيرهم 124 مؤطرا وعاملا، مضيفة أن الدورة التكوينية الحالية تمت بشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط، على مدى 87 يوما خلال سنتي /2024 2025، في مجموعة من المجالات تخص الطرق البيداغوجية الجديدة، لمساعدة الأطر في التعامل مع مختلف الفئات العمرية التي تتواجد بالمراكز الخمسة، والمحددة مابين 5 و 28 سنة.
وأوضحت بالمناسبة، أن الإعاقات الذهنية تضم التوحد والإعاقة الذهنية و الثلاثي الصبغي، وبالتالي فالدورة التكوينية الحالية، تهدف إلى إعطاء مهارات جديدة وطرق بيداغوجية جديدة للمستفيدين منها، حتى يمكنهم الإشتغال مع الأطفال في ظروف جيدة، خصوصا وأن المراكز مجهزة، وأن الجودة رهينة بالتكوين وإعادة التكوين.
وأكدت بالمناسبة، أن الجمعية نظمت دورات سابقة تهم التحليل السلوكي للطفل، وأنه منذ 2011 ، تم تنظيم عشرات من الدورات التكوينية تهم أطفالا ذوي أقل من 12 سنة، لكن اليوم، تستدرك رئيسة الجمعية، أن الإشتغال مع أطفال كبار، يستلزم دورات تكوينية أخرى لمساعدة الأطر على الإشتغال مع هذه الفئة التي لها خصوصيات أخرى، كون هؤلاء الأطفال مراهقون على سبيل المثال لا الحصر، وبالتالي يجب تأهيل الأطر لمساعدة هذه الفئة على الإندماج في المجتمع.
أكثر من ذلك، أكدت رئيسة الجمعية، أن هذه الدورة لم تقتصر على الأطر العاملة بالمراكز الخمسة، بل تم فسح المجال لباقي الجمعيات المتواجدة بتراب عمالة مقاطعة عين الشق ، والتي تشتغل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية من الاستفادة من أشغال هذ الدورة.

وأجمع الكثير من المشاركين في هذه الدورة، ضمنهم أطر وأمهات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية، ان الدورة كانت مناسبة للتعرف عن طرق بيداغوجية جديدة في التعامل مع الأطفال الكبار وأيضا لطرح جميع الصعوبات التي يواجهونها في التعامل مع هذه الفئة من الأطفال، ثم تقوية معارفهم في كل مايتعلق بموضوع الإعاقة الذهنية حتى يتمكنوا من مساعدة هذه الفئة في الإندماج مستقبلا في المجتمع بشكل طبيعي.
تجدر الإشارة، إلى أن هذه الدورة التكوينية تندرج في إطار سلسلة من التكوينات المبرمجة على مدار السنة، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة عين الشق التعاون الوطني ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، والهدف منها هو تكوين الأطر التي تشتغل بالمراكز الخمسة، لتقوية قدراتها، إضافة إلى أمهات وآباء الأطفال المستفيدين من خدمات المراكز الخمسة، وأيضا أعضاء المكتب.