حكى لي صديق عزيز أنه حضر إحدى اللقاءات التي نظمتها وزارة التربية الوطنية بإحدى الأكاديميات، وكان الموضوع هو تقديم مشروع إصلاحي من طرف أحد الأورببين والذي تبنته الوزارة، وأثناء التقديم انتفض بعض الغيورين ورفعوا دفاترهم في وجه المنظمين لتوضيح أن هذا العمل هو ما نقوم به منذ سنوات في تكويناتنا ولا نختلف إلا في طريقة التقديم، فنحن نقدم ذلك على السبورة بواسطة الطباشير لأننا لا نملك غير ذلك، اما هؤلاء فيقدمونه بواسطة الحاسوب والجهاز العاكس (DATASHOW ).
ذكرني بهذه الواقعة ما سمي” المنتدى الوطني للمدرس ” والذي نظمته وزارة التربية الوطنية بشراكة مع مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية بالرباط أيام 26 – 27 شتنبر 2024، و استدعت له حسب بلاغها حوالي 3000 مدرس وخبير وطني ودولي في مجال التربية، واستدعت كذلك النقابات للجلسة الافتتاحية إضافة للعديد من المؤسسات العمومية والخصوصية، وطبعا بحضور المسؤولين المركزيين بالوزارة و مديري الأكاديميات، وقد حاولنا تتبع مجريات هذا المنتدى وسجلنا بعض الملاحظات :
قرأنا البيان الذي أصدرته النقابات والذي تعلن فيه مقاطعتها للمنتدى، غير أننا لاحظنا تواجد مسؤولين نقابيين منذ اللحظة الأولى لبداية الأشغال، بل منهم من نشر صوره عبر منصات التواصل، بمعنى “الدخول من الشرجم”.
ليس جديدا وليس عيبا في آليات التوجيه، أن نستدعي شخصا من خارج المنظومة للحديث عن تجربته كي يستفيد التلميذات والتلاميذ، وفي أغلب الحالات كنا نستدعي الأمهات والآباء للتحدث في لقاءات مفتوحة عن تجاربهم ومهنهم وحرفهم ومشاريعهم، وطبعا علينا أن نختار المهن والحرف المنتجة للقيم والمستقبل، وليس المهن المروجة للسلبيات، والتي يكون هدفها الربح المادي والمالي فقط.
استمعت لبعض المداخلات التي كانت تتحدث عن التعلم بواسطة اللعب، “يا سلام شحال قديم هاد شي” ، منذ سنوات تم استهلاك التعلم بواسطة اللعب والتعلم بواسطة القرين سواء بحجرات الدرس أو بدور الشباب والمخيمات والملتقيات، أين الجديد؟.
استمعت كذلك لمسؤول دولي كبير يتحدث عن التقييم ويفصل ويخيط ويرقع، وأعرف أن بوزارة التربية الوطنية وبمراكز التكوين وبالمؤسسات التعليمية من يستطيع الإبهار خلال حديثه عن التقييم وأدواته وآلياته وطرقه ومداخله ومخارجه، واقيلا لوزير ما فخباروش.
هناك ملاحظات أخرى سأتناولها في حديث لاحق، غير أن فكرة طرقت باب رأسي وهي كالتالي:
المسؤول المغربي حريص أن يستدعي لكل أنشطته أجانب كي يحقق الإبهار في تقديمه للولائم وحسن الاستقبال كي يحصل على وصف الكرم…..وهذا قمة ما يطمح إليه.
أما الخلاصات والتوصيات التي أفضى إليها المنتدى فتتلخص في ثلاث كما قدمها سي بنموسى:
إحداث منصة رقمية لخلق فضاء مهني لتعميق وتبادل وتقاسم الخبرات.
التنسيق مع المكتب الشريف للفوسفاط ومع جامعة UMCP من أجل خلق صندوق لتمويل ودعم المبادرات البيداغوجية الميدانية المتميزة القابلة للقياس وذات الأثر الإيجابي على المتعلم لتشجيع وتحرير الطاقات.
تشجيع البحث التربوي مع الجامعات ومراكز البحث على الصعيد الوطني والدولي.
لن أعلق على هذه التوصيات في علاقتها بمنتدى وطني للمدرس، كلف الكثير من الوقت والجهد والملايير.
محمد شرادو رجل تعليم متقاعد
