شكل موضوع “التدبير المعقلن للموارد الطبيعية: بين المسؤولية الأخلاقية والابتكار التكنولوجي”، محور الدورة ال12 للقرية التضامنية، التي افتتحت أشغالها مساء الجمعة بمداغ بإقليم بركان.
وتُنظم هذه التظاهرة، المقامة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، على هامش الدورة ال 19 للملتقى العالمي للتصوف (11-16 شتنبر)، من طرف مؤسسة الملتقى، بشراكة مع الجمعية الفرنسية المغربية للأطر، ودعم من مجلس الشرق، ووكالة تنمية الشرق.
وتهدف نسخة هذه السنة إلى تسليط الضوء على التحديات البيئية الملحة التي تتعلق بالحفاظ على الموارد المائية، وأيضا التفكير في تطوير استراتيجيات مستدامة مبتكرة للحفاظ عليها وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
وتطرق المتدخلون، خلال افتتاح هذه الدورة الـ12 (من 13 إلى 17 شتنبر)، إلى مضمون الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، والذي أكد فيه الملك محمد السادس على ضرورة الحفاظ على الموارد المائية لضمان تنمية مستدامة ومتوازنة.
وأضافوا أن الملك محمد السادس شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وحازمة لحماية هذا المورد الثمين، وجعل الأمن المائي أولوية وطنية تتطلب التزاما جماعيا ومنسقا.
وأبرز وزير التجهيز والماء، نزار بركة، في كلمة تليت نيابة عنه، الدور الحيوي الذي يضطلع به الماء في دعم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مشيرا إلى أن هذه المادة الحيوية تعد من الركائز الأساسية لمواكبة الأوراش الكبرى تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقال إن المغرب يواجه منذ أزيد من ست سنوات تحدي الإجهاد المائي بسبب التغيرات المناخية، وتزايد الطلب على الماء نتيجة التطور السريع للأنشطة السوسيو- اقتصادية؛ مما يفرض ضرورة التفكير في أساليب جديدة لتنمية وتدبير هذا المورد الحيوي وترشيد استعماله.
وأشار في هذا السياق، إلى أن مسؤولية تبني رؤية بعيدة المدى في التعامل مع الماء، تقع على عاتق الجميع، لضمان استدامة الموارد المائية والحفاظ على حقوق الأجيال الحالية والقادمة في هذا المورد الحيوي، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة تعزيز الوعي الجماعي بأهمية ترشيد استعماله وإدارته بحكامة وحكمة.
من جهته، أوضح مدير مؤسسة الملتقى، منير القادري بودشيش، أن هذه النسخة من القرية التضامنية تناقش ثلاثة محاور رئيسية متمثلة في رفع مستوى الوعي العام بضرورة الحفاظ على المياه، ووضع استراتيجيات فعالة للتدبير المعقلن للموارد الطبيعية، وتشجيع الابتكار التكنولوجي في مجالات التنمية المستدامة.
وأضاف أن الماء، وهي هبة من الله، ومورد لا غنى عنه، ضروري ليس فقط لبقاء الإنسان ولكن أيضا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أنه لمواجهة النقص الحاد في المياه، أصبح من الضروري اعتماد استراتيجيات قائمة على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف في هذا الإطار، أن المقاول الاجتماعي يمكن أن يضطلع بدور رئيسي في اقتراح حلول مبتكرة للتحديات البيئية الحالية، مؤكدا أن التوعية والمسؤولية الأخلاقية تشكل ركيزة أساسية للحفاظ على هذا المورد الحيوي.
ومن أجل معالجة هاته الإشكالات ومناقشتها، تقدم هذه النسخة من القرية التضامنية، برنامجا غنيا ومتنوعا من الأنشطة التي تروم تشجيع التعاون وتحفيز الابتكار.
وبالإضافة إلى الندوات وورشات العمل التي تركز على أفضل الممارسات في تدبير المياه وأحدث التطورات التكنولوجية، سيتم تنظيم مسابقة للشركات الناشئة لتسليط الضوء على المشاريع الواعدة في مجال التكنولوجيات البيئية.
وتتضمن قرية التضامن أيضا، معرضا للمنتجات المجالية، بالإضافة إلى دورات تكوينية مخصصة لمساعدة الشركات الناشئة والتعاونيات في مجال إدارة الأعمال واستراتيجات التمويل لزيادة فرص نجاحها وتأثيرها في الأسواق.
وينعقد الملتقى العالمي التاسع عشر للتصوف من 11 إلى 16 شتنبر الجاري بمداغ بإقليم بركان، تحت شعار “التصوف ومآل القيم في زمن الذكاء الاصطناعي”.
وبالإضافة إلى القرية التضامنية، تعرف هذه الدورة، إقامة أنشطة أخرى موازية من قبيل منتديات البيئة، والجامعة المواطنة، ومسابقة في حفظ وتجويد القرآن الكريم، ومنتدى شباب الطريقة، ومسابقة شعرية، وأخرى في النص الصوفي، وكذا معرض للكتاب، وحملة طبية متعددة التخصصات.