نظمت مشيخة الطريقة الكتانية، يوم أمس الثلاثاء بمقرها الرئيسي بسلا، حفلا دينيا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف التي تتزامن مع عادة واحتفال الطريقة بموسمها السنوي 1446 هـ / 2024م.
وشكل هذا الحفل الديني، الذي حضره عدد من مريدي ومنتسبي ومحبي الطريقة الكتانية، مناسبة للتأكيد على أهمية الاحتفاء بمولد النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام باعتباره “فرحا بنعمة الله التي أرسلها رحمة للعالمين”.
وتضمن برنامج هذه الأمسية ترتيل آيات من الذكر الحكيم، وتقديم حصص من المديح والسماع من أشعار الشيخ سيدي محمد الكتاني، وقصيدتي البردة والهمزية والدعاء الناصري، والصلاة المشيشية وقصيدة المنفرجة.
وقال شيخ الطريقة الكتانية، عبد اللطيف الشريف الكتاني، في تصريح للصحافة بالمناسبة، إن احتفال الطريقة الكتانية بالمولد النبوي الشريف، وبموسمها السنوي في آن واحد “يرمز إلى وحدة الهدف ونبل المقصد، وهو الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، التي جاءنا بها الرحمة المهداة، مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وأبرز، في هذا الصدد، أن الطريقة الكتانية تولي اهتماما بالغا لمسايرة سنة الكون في التطور والعمل الصالح تماشيا مع روح العقيدة الإسلامية الوسطية السمحة التي تحث على التقوى والاعتدال، مع التمسك بثوابت الأمة عقيدة ومذهبا، وسلوكا روحيا وولاء لإمارة المؤمنين.
كما توجه شيخ الطريقة الكتانية، بالمناسبة، بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين، الملك محمد السادس، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
يشار إلى أن الطريقة الكتانية تأسست، باعتبارها مدرسة علمية صوفية وسنية، سنة 1308 هـ (1887م) على يد الشيخ محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني.
وتقوم هذه الطريقة على التوعية والتقوى، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، جاعلة من العقيدة الإسلامية والتربية الروحية والترقية السلوكية وتجديد الفقه الإسلامي، عمودها الفقري، ومن الوفاء لثوابت الأمة، عقيدة ومذهبا وسلوكا روحيا وولاء لإمارة المؤمنين، هدفها الأسمى.
يذكر أنه، مع قرب بزوغ هلال شهر ربيع الأول، تتحول مختلف مساجد وزوايا ودور مدينة سلا إلى قبلة للأذكار والمواعظ تمتح من سيرة المصطفى عليه السلام، وإحياء تقاليد عريقة، ومنها موكب الشموع الذي دأب الشرفاء الحسونيون على إحيائه عشية مولد الرسول الأعظم.
