أكد أستاذ الدراسات القرآنية، الأكاديمي الأمريكي يوسف كيسويت، أن النموذج الديني المغربي، الذي يستمد جوهره من فضائل الوسطية والاعتدال، يعد ثمرة رؤية شمولية تم ترسيخها تحت قيادة أمير المؤمنين، الملك محمد السادس.
وأبرز كيسويت، وهو عضو هيئة التدريس في كلية اللاهوت بجامعة شيكاغو الأمريكية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة عيد العرش المجيد، أن المغرب، البلد العريق الذي يشكل مثالا لتلاقح الثقافات، قام على مدار ال 25 سنة الماضية بإصلاحات “مهمة” ساهمت في تجديد إسلام قائم على قيم الاعتدال والعيش المشترك.
وأوضح الأستاذ الجامعي أنه في إطار مواصلة هذه الدينامية الإصلاحية، تم إيلاء أهمية قصوى لإرساء تأطير فعال وتكوين ديني يهدف إلى حماية المرجعية الأصيلة للمملكة، وهي إمارة المؤمنين والعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني.
ومن بين هذه الإصلاحات الرائدة، ذكر كيسويت بإطلاق خطة دعم التأطير الديني المحلي، وإحداث مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات.
كما أشار إلى أنه بفضل استراتيجية متعددة الأبعاد تم وضع لبناتها بعناية، تمكن النموذج الديني المغربي من ترسيخ مكانته كحصن منيع ضد أي استغلال إيديولوجي أو سياسي للدين، مما ساهم في محاربة فعالة ضد الإيديولوجيات الضارة للجماعات الإرهابية وأنصار التطرف العنيف.
وأضاف أن الاستجابة المغربية للتهديد الإرهابي في أعقاب هجمات 2003 التي استهدفت مدينة الدار البيضاء تميزت بمقاربة ذكية واستباقية أعطت الأولوية لإصلاح المناهج الدراسية، وإنشاء مؤسسات للتكوين، وتأهيل الممارسة الدينية المغربية الأصيلة.