محمد الغلوسي
الاصوات التي نسمعها بين الفينة والأخرى تنتقد لجوءنا في الجمعية المغربية لحماية المال العام للقضاء ضد لصوص المال العام والمطالبة بمحاكمتهم عن طريق تقديم شكايات بشبهة فساد ونهب المال العام ، هي اصوات تشكل رجع الصدى لمواقع الريع والفساد.
أصوات تقوم بجهود حثيثة للإنقلاب على تطلعات المجتمع وإجهاض طموحاته في تخليق الحياة العامة ومكافحة الفساد والرشوة والإثراء غير المشروع.
أصوات تحاول يائسة ان تلبس رداء “الإصلاح والخوف على الدولة ومشاريعها الاستراتيجية “، وتمارس كل أشكال الإبتزاز ضد المؤسسات وغايتها في ذلك هو السعي بكل قوة لإقناع مركز القرار في الدولة بكون هذا المسعى يشكل تشويشا على مسار التنمية والتقدم والإستتمار، وتهدد الدولة بكونها لن تتحمل المسؤولية مستقبلا إذا استمرّت جمعية حماية المال العام في “جرجرة المنتخبين والمسؤولين امام القضاء “
ولذلك فانها تضغط بكل الوسائل من اجل وضع حد لهذا “الإنفلات الحقوقي”.
والحال ان تلك الأصوات المستفيدة من واقع الريع والمدافعة عن شيوع الفساد والرشوة وسيادة الافلات من العقاب هي التي تشكل اكبر تهديد للدولة والمجتمع ،وهمها الوحيد هو مراكمة الثروة بطرق مشبوهة وحماية مصالحها المتضخمة والحفاظ على علاقاتها المتشعبة والإذعان في تقويض القانون والعدالة وإشاعة مناخ الخوف.
إنها نفس الأصوات المستفيدة من المخطط الأخضر وسوق المحروقات وتحلية مياه البحر ،وهي نفسها التي تبيع أضحية العيد للفقراء بأثمان مرتفعة وتستفيد من الدعم العمومي دون دفع أية فاتورة ،باختصار انها نفس الأصوات المستحوذة على الثروة “
محمد الغلوسي