خالد الكطابي
تمكن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني من الفوز بالانتخابات الخاصة بجهة كاتالونيا، بعد أن حاز على 42 مقعدا، متقدما ب7 مقاعد على المحتل للرتبة الثانية “حزب جميعا من أجل كاتالونيا” JUNTS(/35مقعدا).
وبالمقارنة مع الانتخابات السابقة(2021)، فقد كسب الحزب الاشتراكي الإسباني 9مقاعد إضافية، في الوقت الذي مني فيه الحزب الجمهوري الكاتالاني(ERC) بهزيمة، فقد على إثرها 13 مقعدا.حيث حصل على 20 مقعدا فيما تقدم فيه حليفه في الائتلاف الحكومي الكاتالاني “حزب جميعا من أجل كاتالونيا”ب3 مقاعد .
كما تمكن الحزب”الشعبي” من تحقيق نتيجة تشكل إنجازا تاريخيا في جهة كاتالونيا(15مقعدا)،حيث قفز إلى الرتبة الرابعة ب ،بعد احتلاله الرتبة الأخيرة في الانتخابات السابقة(3مقاعد)…
وحافظ حزب”بوكس”على نفس المقاعد(11مقعدا) لكنه تخلف إلى المرتبة الخامسة،بعد التقدم الملفت للحزب “الشعبي”
وتراجع التحالف اليساري “إن كومونس سومار”بمقعدين حيث حصل على 6مقاعد ،وهو تراجع سيؤثر على مستقبله السياسي إن لم يهدد وجوده في الاستحقاقات المقبلة إذا لم يعد قراءته للوضع السياسي الحالي.
وخرج حزب”مواطنون”ثيودادانوس” من الباب الخلفي حيث لم يحصل على أي مقعد في الإقليم الذي انطلق منه وظل حاضرا على الساحة رغم تقهقره في الانتخابات التشريعية العامة..
وتراجع حزب “ترشيح الوحدة الشعبية”، اليساري الكاتالاني الانفصالي، ب 5مقاعد حيث فاز ب4 مقاعد
فيما حصد حزب”التحالف الكاتالاني”اليميني الانفصالي مقعدين.
ورغم تحقيقه لفوز واضح وملموس يؤكد تصدره للمشهد السياسي الإسباني، يحتاج “الحزب الاشتراكي العمالي” بجهة كاتالونيا إلى تحالف يبدو صعبا ولكنه ليس مستحيلا، حيث سيجد نفسه أمام الحاجة إلى التحالف مع غريمه التاريخي : “الحزب الشعبي”، الذي حقق إنجازا لافتا، محتلا الرتبة الرابعة.
كما أن دور حزب “فوكس” يبقى محوريا، لإمكانه تغليب طرف على آخر ولو بممارسته للموقف الحيادي.
وتبقى حظوظ الأحزاب الانفصالية قائمة إذا لم يدعم الحزب “الشعبي” غريمه السياسي في تشكيل الحكومة الكاتالانية والتي لا شك ستخيم عليها حسابات تتداخل فيها الاعتبارات الوطنية أكثر من المكاسب الجهوية وستجعل القوى الدستورية أمام امتحان تدبير الملف الكاتالاني .
تبقى إمكانية تحالف “الحزب الاشتراكي العمالي” مع أحد الأحزاب الكاتالونية المدعمة للتحالف الحكومي على المستوى الوطني،أمرا مستبعدا،باعتبار استعداد الأطراف للقبول بالحد الأدنى الذي يبدو معقدا..مما يجعل هذا الاحتمال أقل حدوثا..
فوز الاشتراكي العمالي الكاتالاني،وتراجع حلفائه اليساريين،سيجعل إمكانية الحصول على أغلبية مرهون بأصوات الأحزاب اليمينية المعتدلة منها والمتطرفة التي سيضعها في موقف حرج أمام ناخبيها وميولها نحو إسقاط الحكومة المركزية.
ويمكن اعتبارالانتخابات الكاتالانية مؤشرا على استعداد الأحزاب الوطنية اليمينية لدعم المرشح الاشتراكي حتى لا يتم دعوة الناخب الكاتالاني من جديد لصناديق الاقتراع..كما أنها تشكل أداة لقياس درجة ذوبان الانفصال في مجرى الوحدة الوطنية.