رفع الستار يوم أمس الجمعة بالفضاء التاريخي “بيت الذاكرة” بالصويرة، عن فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي “روح الثقافات”، وهو حدث مخصص للاحتفاء بالتنوع الثقافي وتعزيز الحوار بين الأديان.
ويشكل هذا اللقاء السنوي، الذي تميز بحضور مستشار الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، وعامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، ورئيس المجلس الجماعي للصويرة، طارق العثماني، وشخصيات أخرى من آفاق مختلفة، فرصة لتعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل والعيش المشترك، من خلال تعزيز الحوار البناء بين الثقافات وتشجيع التفاهم بين مختلف المجتمعات والتقاليد.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد هشام دينار مقدم الزاوية القادرية بالصويرة ومدير المهرجان، على أهمية هذا الحدث كمنصة للتلاقح الثقافي والتبادل الفكري، مشددا على ضرورة الحفاظ على التنوع الثقافي والاحتفاء به باعتباره أساسا للسلام والازدهار.
كما سلط الضوء على التعدد الثقافي لمدينة الصويرة، التي جسدت على مدى قرون بوتقة تنصهر فيها اللقاءات بين مختلف التقاليد والأديان وأنماط العيش.
من جهته، أبرز المالكي، أن هذا الحدث “يعكس روح التسامح والعيش المشترك اللذين يدعو إليهما جلالة الملك، ويعزز الموروث الثقافي والسياحي لمدينة الصويرة”.
وأشار عامل الإقليم إلى أن مدينة الرياح تظل رمزا للعيش المشترك والتسامح، مشيدا بالنجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى للمهرجان، مؤكدا على التطابق التام بين القيم التي تجسدها مدينة الصويرة وروح هذا الحدث، الذي يحتفل بالتنوع الثقافي ويعزز الحوار بين الثقافات.
من جانبه، أشاد رئيس المجلس الجماعي للصويرة، بالحماس الذي أحدثه المهرجان، مسلطا الضوء على قيم التعايش الغنية بين مختلف الطوائف الدينية بالصويرة.
وأشار إلى أن “هذا المهرجان يوفر فرصة فريدة للتأكيد وبشكل ملموس على أن التعايش ممكن بين أتباع الديانات المسيحية واليهودية والإسلام”.
من جانبه، أبرز أمين العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي والتعاون لحكومة الأندلس، إنريك ميلو، أهمية الأندلس كفضاء للقاء بين الحضارات، يتميز بمزيج ثقافي وتاريخي استثنائي.
وقال ميلو: “على الرغم من الاختلافات في المعتقدات، فإننا جميعا متحدون في البحث عن نور يتجاوز الاختلافات”، مسلطا الضوء على القوة الموحدة للسعي المشترك لتحقيق القيم الكونية، التي تتجاوز الحدود الدينية، وتشجع على الانسجام والتفاهم بين الشعوب.
بدوره، أشاد سفير إسبانيا بالمغرب، إنريكي أوخيدا، بالدور الأساسي لمدينة الصويرة في تعزيز الحوار بين الأديان، معبرا عن تفاؤله بالأثر الإيجابي لهذا اللقاء على التعايش والأخوة.
وأضاف أوخيدا “لقد كانت الصويرة دائما ملاذا للسلام يتجاوز الانقسامات الدينية، وتقدم مثالا حيا للتعايش السلمي بين مختلف المجتمعات”.
ويدعو المهرجان الذي تنظمه جمعية شباب الفن الأصيل للسماع وتراث الزاوية القادرية بالصويرة، بشراكة مع مؤسسة الثقافات الثلاث لحوض البحر الأبيض المتوسط، في دورته الثانية الفنانين اليهود والمسلمين إلى الاحتفاء بالتعايش والعيش المشترك والتعددية التي تشكل الحمض النووي للمجتمع المغربي.
ويتضمن برنامج هذه الفعالية ندوات وموائد مستديرة وحفلات موسيقية واحتفالات دينية، بمشاركة نخبة بارزة من الباحثين والمثقفين. بالإضافة إلى ذلك، سيجتمع ما يقرب من 120 فنانا مسلما ويهوديا ومسيحيا معا لخلق مساحة للتواصل والوعي والمشاركة والموسيقى.
ويهدف هذا الحدث الثقافي الكبير أيضا، إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك بين مجتمعات الديانات الثلاث، بهدف حل الإشكاليات المشتركة وتعزيز الرفاهية الاجتماعية والتعايش السلمي وحل النزاعات دون عنف.