تحتضن كنيسة القلب المقدس بالدار البيضاء، ضمن فعالياتها الثقافية والفنية، حفلاً تكريماً لروح للفنان التشكيلي القدير الراحل عبد الله زكي، وذلك يوم السبت 16 دجنبر 2023 بكنيسة القلب المقدس ابتداء من الساعة السادسة مساء.
سيعرف الحدث تكريما لحياة ومسار الفنان المغربي عبد الله زكي عرفانا لمجهوداته في الحفاظ على الهوية والثقافة المغربية في السياق الأوروبي وتحديدا بهولندا. وعلى الرغم من أن هذا الفنان المتميز رحل عنا إلى دار البقاء، إلا أن إرثه الفني والثقافي يظل راسخا في ذاكرة المغاربة عامة والبيضاويين على الخصوص.
الراحل عبد الله زكي الذي حمل مشعل الكلمة والريشة المغربية في بلاد المهجر، تظل روحه بيننا من خلال أعماله المتميزة التي حظيت باعتراف وتقدير فنانين تشكيليين مرموقين.
وسيسافر هذا الحفل الفني بالجمهور في رحلة طويلة عبر التاريخ من خلال قصة فنان بارز بدأ دراسته في مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء في خمسينيات القرن الماضي، قبل أن ينتقل إلى هولندا في الستينيات، حيث أحيا إبداعاته التصويرية الرائعة.
تعكس أعمال عبد الله زكي روحه الوطنية وإخلاصه وحبه لوطنه وكذا شغفه بالفن بشكل عام والرسم بشكل خاص. فهو يعتبر سفيرا حقيقيا للإبداع والقيم، حيث ترك بصمة لا تمحى في قلوب أهل الدار البيضاء وخارجها.
وفي مقاربة رمزية للتفاعل الثقافي بين المغرب وهولندا، التي تربطها علاقات متينة ضاربة في التاريخ، سيتم إطلاق اسم عبد الله زكي على جسر في وسط مدينة أمستردام، حيث ستؤكد هاته المبادرة على أهمية التلاقح بين الثقافات وتسلط الضوء على المساهمة الفنية الكبيرة العابرة للحدود للفنان عبد الله زكي في اثراء التراث الفني المشترك.
سيتم تخليد رحلة الفنان عبد الله زكي، الذي ترك وراءه ارثا فنيا غنيا من خلال كتاب يوثق أهم مراحل حياته وأعماله وتأثيره على الساحة الفنية المحلية والعالمية.
ابنته حجية، التي تضل عازمة على تحقيق حلم كان يراودها منذ الصغر، ألا وهو إشهار العمل الفني لوالدها، تصفه بأنه “رجل حكيم ومتواضع وموهوب للغاية”. “لسوء الحظ، لم يتمكن أحد من اكتشاف ذلك. هدفي هو إظهار موهبته للعالم الخارجي والتعريف بهذا الفنان الفذ الذي لم تتح له الفرصة للتعريف بأعماله في بلده الأصلي”.
وتكريما لروح هذا الفنان الاستثنائي، سيحمل قسم من أقسام المدرسة العليا للفنون الجميلة في الدار البيضاء اسم عبد الله زكي، كذاكرة وطنية تستلهم منها الأجيال القادمة.