تشارك مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي ترأسها الأميرة للا حسناء، في المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) في دبي، بالإمارات العربية المتحدة، في الفترة الممتدة من 30 نونبر إلى 12 دجنبر 2023، بتنظيم أنشطة موازية محورها الرئيسي التراث والتغيرات المناخية.
وتسعى المؤسسة من خلال هذه المشاركة الهامة إلى تعزيز حضور التراث في المناقشات المتعلقة بالتغيرات المناخية والتنمية المستدامة، عبر الوقوف عند العلاقة التي تربط التراث الثقافي المادي واللامادي بالتغيرات المناخية.
وفي هذا الصدد، نظمت المؤسسة حدثا أول يتعلق بالتراث اللامادي، يوم 2 دجنبر، بشراكة مع مؤسسة “فيلانتروبيا كورتيس صولاري” ، تحت عنوان “التراث الثقافي اللامادي والتنمية المستدامة”.
وجمع اللقاء، الذي أقيم بجناح العلوم من أجل العمل المناخي، بالمنطقة الزرقاء، خبراء دوليين ناقشوا أهمية استثمار المعارف والمهارات المكتسبة في الماضي من أجل توجه مستدام في المستقبل، يعتمد على التراث الثقافي اللامادي ويمتح من المهارات المتوارثة في سبيل معالجة مشاكل بيئية بمنظور متعدد الأبعاد.
أما الحدث الموازي الثاني، الذي انعقد اليوم الثلاثاء، فركز على التراث الثقافي المادي، وكانت تيمته حول “دروس الصمود في المواقع التراثية الإفريقية: المشاركة في إيجاد حلول مبتكرة وبناء قدرات مختلف الفاعلين”، وهو حدث تشارك من خلاله المؤسسة في الملتقى الخامس لبناء القدرات التابع للجنة باريس.
وتقاسم المتحدثون في هذا اللقاء العلمي الدروس المستفادة من تراث المدن الإفريقية، نموذج المدن العتيقة بالمغرب، وكيفية بنائها في سياقها وداخل بيئتها، مع تناول كيفية تكييف ذلك في الوقت الحاضر بالاعتماد على المعرفة والتكنولوجيا، ليخلص اللقاء لتقديم توصيات من أجل تعزيز صمود المدن الحالية في سبيل الاستدامة.
ويأتي تنظيم هذه الأنشطة الهامة في المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ترسيخا لأحد المهام الرئيسية التي تقوم بها مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط في توحيد جهود مختلف الفاعلين في حقل التراث الثقافي.
كما يأتي استكمالا لبرنامج “لقاءات المؤسسة” الرامية إلى خلق منصات تبادل وطنية ودولية وفتح حوار حقيقي يعزز تقارب وجهات نظر مختلف المتدخلين، وهو الهدف الذي يتحقق بالمشاركة القيمة للمؤسسة في مؤتمر الأطراف بدبي إذ يفتح الحدثان الباب أمام المهنييـن والباحثين والمؤسسات والمجتمع المدني لمناقشة قضايا التراث الثقافي والتغيرات المناخية، من أجل وضع الثقافة في صلب التفكير والاهتمام بالمناخ.
يذكر أن مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي تم إحداثها بمبادرة من الملك محمد السادس، وترأسها الأميرة للا حسناء ، تعنى بالحفاظ على الموروث المادي واللامادي والمناظر الطبيعية لمدينة الرباط، وقد تم بالفعل إدراج “الرباط، عاصمة حديثة ومدينة تاريخية: تراث مشترك” بمواقعها التاريخية الرئيسية الثمانية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 2012.
وأطلقت الأميرة للا حسناء، رئيسة المؤسسة، وحددت سياسة طموحة بهدف التحسيس وزيادة الوعي لدى سكان الرباط وزوارها بتراث هذه المدينة. وفي هذا الصدد، تقوم المؤسسة بتطوير برامج ترتكز على ثلاثة محاور تأسيسية، تهم التربية والتوعية وتوحيد جهود الفاعلين.