شكل دور مغاربة العالم في التنمية المحلية والجهوية، محور ندوة دولية نظمت اليوم الجمعة بالرباط، تحت شعار “المسارات الممكنة للتنمية المحلية والإقليمية: شباب الجالية المغربية بين الآفاق والتوقعات”.
وتهدف هذه الندوة المنظمة من قبل المجلس الجماعي لمدينة الرباط بشراكة مع ولاية جهة الرباط – سلا – القنيطرة، والمجلس الجهوي للرباط – سلا – القنيطرة، والمديرية العامة للجماعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى توعية المشاركين بالإمكانيات التي يوفرها مغاربة العالم وقدراتهم على تطوير مشاريع التعاون اللامركزي، ونقل المهارات والمعرفة، وكذلك الانخراط في مبادرة جماعة الرباط لتحفيز الاستثمار.
كما ترمي هذه المبادرة، التي نظمت أيضا بتعاون مع جامعة محمد الخامس بالرباط، وجمعيات المجتمع المدني للمغاربة المقيمين بالخارج، خاصة الائتلاف الأورو-مغربي لطب الشيخوخة “A2G”، و جمعية أصلي “ASLI”، فضلا عن شركاء دوليين، إلى بناء قنوات اتصال مع هذه الفئة من المواطنين واستكشاف مختلف مبادراتهم للمساهمة في الأوراش التنموية التي يعرفها المغرب.
وبهذه المناسبة، أكدت عمدة مدينة الرباط، أسماء اغلالو أن هذا الحدث هو تجسيد فعال للرعاية الملكية السامية التي يحظى به المغاربة المقيمين بالخارج، كما يأتي تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء.
وأضافت أغلالو، أن هذه المبادرة النوعية تهدف إلى التعريف بالإمكانيات المتميزة لمغاربة العالم وقدراتهم في إنجاز مشاريع التعاون اللامركزي ونقل المهارات الرائدة وتبادل أفضل الممارسات، وكذا الانخراط في مبادرة جماعة الرباط لتحفيز الاستثمار وتطوير المشاريع المنتجة.
وأوضحت في هذا السياق أن الجماعات الترابية أضحت شريكا ترابيا للدولة في بلورة وتنفيذ المشاريع التنموية والاستثمارية على المستوى الترابي، مبرزة أنها تشكل بنية أساسية في النظام اللامركزي في المغرب باعتبارها وحدة ترابية تتمحور حولها المشاريع التنموية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وتميزت هذه الندوة بمشاركة وزيرة التضامن و الإدماج الاجتماعي و الأسرة، عواطف حيار، التي تطرقت إلى استراتيجية “جسر” نحو تنمية اجتماعية دامجة مبتكرة ومستدامة، وأوضحت في هذا الصدد، أن الوزارة تعكف على تنزيل البرامج والمخططات عبر إشراك الجالية المغربية بالخارج نظرا لقدرتها على المساهمة والانخراط في البرامج الاجتماعية خصوصا المتعلقة بدعم المشاريع الاجتماعية.
وأشادت حيار، بمساهمات الجالية المغربية خاصة من أمريكا والقارة الأوربية في تكوين النساء في إطار برنامج “جسر” التمكين والريادة، معربة عن استعداد الوزارة للتعاون مع كل المبادرات التي تهدف إلى تمكين الجالية من المواكبة الضرورية وتوفير الظروف والإمكانات المناسبة لجعلها فاعلا أساسيا في ورش التنمية.
من جانبه، أشار رئيس جامعة محمد الخامس بالنيابة، فريد الباشا، إلى أن هذا الحدث الذي اعتمد في مقاربته إشراك الجامعات والمجتمع المدني، هو تجسيد للتعاون والانفتاح والاشتغال وفق أهداف مسطرة من أجل الابتكار والتنمية، مضيفا أن دور الجامعة ينبني أساسا على التكوين والبحث إلى جانب القيم التي توحد المجتمع المغربي.
ويأتي تنظيم هذه الندوة، التي يشارك في أشغالها أكثر من 200 مشارك، بينهم مجموعة من أطر الجالية المغربية، بالإضافة إلى أكاديميين وخبراء دوليين ووطنيين وفاعلين عموميين وأعضاء من المجتمع المدني، والقطاع الخاص، في سياق فعاليات اليوم الوطني للمهاجر والذي يتم الاحتفال به في 10 غشت من كل سنة، وموازاة مع اليوم العالمي للشباب. وعرف هذا الحدث حضور ممثلي هيئات دبلوماسية في المغرب.