قال الخبير السياسي محمد طوزي إن خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش يؤكد على الجدية كقيمة نموذجية مركزية، والتي تشير بشكل أساسي إلى قواعد العمل والصرامة والاحترام.
وأوضح الأستاذ الجامعي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن خطاب العرش هو دعوة للتمسك بالجدية كإطار مرجعي لعمل المجتمع المغربي، وهو مفهوم تم الكشف عنه في مسح حول القيم في المغرب (2005).
وفي هذا الصدد، أشار الملك ، يضيف الطوزي، إلى أمثلة على إنجازات الشباب المغربي ، وهي ثمرة تمازج عدة قيم : العمل والجهد والاستحقاق والتشبث بثوابت المجتمع المغربي.
وحول أهمية هذا المفهوم في تطبيق السياسات العامة ، أشار طوزي إلى أن “المغرب لا يفتقر إلى الأفكار أو المشاريع أو الاستثمارات ، لكن يجب أن نضمن التنفيذ والتتبع الصارم لهذه السياسات”، مضيفا “من خلال التطرق الى الجدية ، فهذا يعني أنه يجب استحضارها من حيث النتائج والنوايا”.
وتابع أن الخطاب الملكي ، بغض النظر عن بعده التبصري ، يؤكد كل عام على الإنجازات العظيمة ويضع الخطوط لأفق المملكة وخياراتها الاستراتيجية المستقبلية ، مؤكداً على محورية المواطن في الديناميكيات الوطنية للتنمية بهدف صون كرامته بكل تجلياتها.
وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية، أكد الخبير السياسي أن براديغم الجدية هو أيضًا السمة المميزة للدبلوماسية المغربية.
وأشار إلى أن المغرب، بصفته دولة مسؤولة وبعيدة عن أي شكل من أشكال المزايدات، يحرص على الحفاظ على العلاقات الأخوية مع مختلف دول الجوار ، مشيرا إلى أن اليد الممدودة ، مرة أخرى ، للجزائر تندرج من هذا المنظور.
وأبرز في الوقت نفسه أن المملكة تظل حازمة في موضوع المقدسات، وفي مقدمتها قضية وحدتها الترابية .