أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يوم أمس الأربعاء بروما، حيث قام بزيارة عمل إلى إيطاليا، أن المغرب وإيطاليا يتقاسمان الإرادة والالتزام لتعزيز شراكتهما متعددة الأبعاد.
وأوضح بوريطة، في تصريح للصحافة عقب مباحثات أجراها مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والتعاون الدولي للجمهورية الإيطالية، أنطونيو تاجاني، أن “هذه الزيارة إلى إيطاليا تأتي في إطار توجيهات الملك محمد السادس الهادفة إلى تنويع وتعزيز الشراكات داخل أوروبا والاتحاد الأوروبي وتوطيد العلاقات مع القوى الأوروبية ذات المصداقية”.
وشدد الوزير على أن العلاقات بين المغرب وإيطاليا هي “تقليديا قوية” وتقوم على تعاون “مثمر” في جميع المجالات.
وأضاف أن اللقاء مع رئيس الدبلوماسية الإيطالية شكل مناسبة للتوقيع على خطة عمل لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد، الموقعة في العام 2019، مسجلا أن خطة العمل هذه تحدد أربع أولويات للعلاقات المغربية-الإيطالية للسنوات المقبلة، وهي تعزيز الحوار السياسي حول القضايا الإقليمية في إفريقيا والشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، وترسيخ التعاون الاقتصادي والثقافي، وتعزيز التنسيق الأمني، وإنشاء آلية استشارية حول الهجرة والشؤون القنصلية.
وأكد بوريطة أن تاجاني سيزور قريبا المغرب للتشاور حول الإجراءات الملموسة بشأن المجالات الأربعة ذات الأولوية المحددة في خطة العمل.
وأشار الوزير، في السياق ذاته، إلى أن إيطاليا، الفاعل الرئيسي في الحوض المتوسطي، تطمح إلى أن تصبح فاعلا مهما في إفريقيا، مبرزا أن المغرب بفضل رؤية الملك هو فاعل مؤثر في القارة الإفريقية.
وقال إن إيطاليا “ترغب في العمل في إفريقيا مع المغرب الذي تعتبره فاعلا رئيسيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بفضل استقراره والمبادرات التي يقوم بها، بناء على توجيهات جلالة الملك، في مختلف المجالات”.
وبعد أن وصف الشراكة الاقتصادية بين البلدين بأنها “واعدة”، أشار بوريطة إلى أن إيطاليا هي من بين أكبر عشرة شركاء تجاريين للمغرب مع 200 شركة إيطالية موجودة في المملكة في العديد من القطاعات.
وقال الوزير: “نعمل اليوم على إنشاء مجلس لرجال الأعمال قصد وضع رؤية مشتركة بين المغرب وإيطاليا للعمل معا في إفريقيا وتوحيد جهودهما في هذا الاتجاه”.
من جهة أخرى، أشار بوريطة إلى اللقاءات التي عقدها في وقت سابق مع رئيس مجلس النواب الإيطالي، ورئيس لجنة “سياسة الاتحاد الأوروبي” في مجلس الشيوخ الإيطالي، واللذين أعربا، بحسب الوزير، عن استعدادهما للعمل مع المغرب ورغبتهما في أن تكون المملكة “الشريك الرئيسي” لإيطاليا في الحوض المتوسطي وشمال إفريقيا والقارة بشكل عام.
وأكد بوريطة أن هذه “إشارة قوية” من قوة أوروبية تشهد على مصداقية المملكة و”اعتراف بدور المغرب والملك باعتباره الفاعل الرئيسي في بيئته العربية والإفريقية والمتوسطية”.