اتى محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والاتصال من الصويرة إلى مراكش، ليلة الجمعة الماضي، لحضور الإنطلاقة الرسمية لفعاليات المهرجان الوطني للفنون الشعبية في دورته 52، بالمسرح الملكي.
وقال الوزير في كلمة الافتتاح للجمهور الحاضر أنه فرح بتواجده في مراكش، وانه لن يطيل في كلمته ” لأنكم اتيتم لمشاهدة عروض الفنون الشعبية، وليس للاستماع للخطابات السياسية”.
وعبر الوزير عن دعم وزارته الدائم للمهرجان، يحتاج الى التعريف والحماية واضاف إن لان الفنون الشعبية على أهميتها تدخل في الثرات اللامادي، ويجب التعريف بها وحمايتها، وقد أطلقت الوزارة في السنة الماضية برنامج للتعريف وحماية الثرات اللامادي المغربي، كما ان الوزارة يضيف بنسعيد هذه السنة تعمل على جعل من الثرات اللامادي المغربي صناعة
ثقافية مربحة بالنسبة للفنانين الشعبيين المشغلين في هذا المجال، وقال انه تم توقيع اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.
وأعلن بنسعيد أن مراكش ستكون في السنة المقبلة عاصمة للثقافة الاسلامية، ونعلن عن ذلك بشكل رسمي في انتظار استكمال بعض القضايا الإدارية يؤكد وزير الثقافة.
مباشرة بعد إنهاء بنسعيد لكلمته انظم إلى منصة الوفد الرسمي إلى جانب والي ولاية جهة مراكش اسفي ورئيس جمعية الاطلس وممثلي السلطات المنتخبة وعدد من المصالح الخارجية للوزارات اضافة الى عدد من المسؤولين العموميين والمدنيين.
وعاينت ” سين بريس” بعد جلوس الوزير في المكان المخصص للوفد الرسمي، انه غير مهتم بمشاهدة عروض الفنون الشعبية التي قدمتها الفرق الشعبية القادمة من مختلف ربوع المغرب، بل ظل يتابع عبر هاتفه المحمول ) انظر الصورة( مباراة في كرة القدم، ويدخل في أحاديث هامشية بشأنها، كما انن غادر فعاليات المهرجان مسرعا، فيما ظل والي ولاية مراكش يتابعها الى الاخر، وهي الافعال التي تتناقض تماما، مع الكلمة الجميلة والمعبرة، التي ألقاها الوزير في افتتاح فعاليات المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، والذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، من طرف جمعية الاطلس الكبير بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والاتصال، وبدعم من الولاية والمجلس الجهوي لمراكش آسفي ومجلس مدينة مراكش والمجلس البلدي لمشوار المدينة.
وهذه بضع أسئلة تريد “سين بريس” أن توجهها إلى وزير الثقافة.
أليس مشاهدتك لمباراة في كرة القدم من هاتفك المحمول الى جانب المسؤوليين، ناسخة لكل ما ورد في كلمتك بشأن أن وزارتك تعمل على دعم المهرجانات وأنها وضعت برنامج للتعريف وحماية الثرات اللامادي المغربي؟
أليس ذلك عدم تقدير واحترام للمنصب الوزاري وللمهرجانات الرسمية التي تحظى برعاية من طرف الملك؟
أليس قيامك بذلك استصغار واستهانة بالفنون الشعبية، وبالفرق الشعبية القادمة من كل ربوع المغرب ولفعاليات المهرجان؟
هي أسئلة نطرحها فقط، ولا نسعى من ورائها بحثا عن الاجابة، لأنها هي تأكيد لما يروج في العلن، وفي أكثر من مناسبة، إلى حاجة الوزارة إلى وزير مسؤول، وشاب ناضج سياسيا وذو كفاءة مهنية.