في الآونة الأخيرة توالت خرجات بعض المشتغلين في ميدان الصحافة والإعلام ( ناشرون، منتجو برامج، صحافيون تقلدوا مناصب في مؤسسات رسمية وخاصة..) يتهجمون فيها على النقابة الوطنية للصحافة المغربية وبعض قيادييها الحاليين والسابقين.
طبعا، النقابة غير منزهة عن الانتقاد، والمنتسبون والمنخرطون والمناضلون في صفوف النقابة يمارسون النقد سواء في المؤتمرات أو خارجها، وعبر المقالات والتدوينات.
لكن النقد وهو أمر مطلوب شيء، وكيل الاتهامات، ونشر الإشاعات والضرب في شرف مواطنين ومواطنات وذممهم المالية دون أبسط دليل شيء آخر، ولا يمكن تسمية هذا الامر سوى بالسفاهة، والعجز عن خوض تمرين المنافسة الشريفة.
والاغرب أن يكتب ويصرح بعض من امتهنوا لسنوات صفة الإنتاج سواء الإذاعي أو التلفزي، الخاص والعام، أو ناشرون استفادوا من الدعم العمومي، أو بعض ممن مروا من مناصب على تماس مع المال العام، عن تلاعبات مزعومة في مالية النقابة، مع العلم أن مالية النقابة يتم تقديم تقارير محاسباتية، بخصوصها للجهات المختصة، ويتم عرضها والمصادقة عليها في المؤتمر.
في حين نتحدى هؤلاء أن يقدموا جردا بأوجه صرف الدعم، أو أن يقدموا وثائق إثبات مقنعة لتكلفة البرامج التي ساهموا في إنتاجها أو تدبيرها وتسييرها، فهاتوا برهانكم لو كنتم صادقين.
مسألة اخرى، يرددها هؤلاء، وهي أن الصحافي، هو من يراكم عددا كبيرا من المقالات والتحقيقات، وبغض النظر عن عدم تحقق هذه الصفة فيهم، فإن هذا التعريف الذي يراد به الضرب في الأخوين مجاهد والبقالي بصفتهما النقابية لا المهنية أو الحزبية أو الشخصية هو تعريف قاصر ومتناقض.
متناقض لأن الأخ مجاهد كان مراسلا لوكالة الأنباء الإسبانية لسنوات طويلة، وعضو سكرتارية تحرير يومية الاتحاد الاشتراكي، وهو نفس ما شغله الأخ البقالي في يومية العلم، وكل من كان مراسلا لوكالة أنباء كبرى، أو سكرتير أو مدير تحرير جريدة يومية يعرف كم الجهد الذي يبدله في عمله.
الصحافيون منهم من يظهر عملهم وجهدهم واسماءهم للعلن، في شكل مقالات ومواد مكتوبة، أو حوارات وتنشيط إذاعي أو تلفزي، وهناك فئة كبيرة تبذل مجهودات كبرى في الخفاء من مثل سكرتير ومدير التحرير، ورؤساء الأقسام، والفنيون، والمصورون وغيرهم.
وحين يتساءل عن ما كتبه مجاهد والبقالي (وهو موجود وبغزارة) ، نسائله هل يعرف آخر مادة صحفية كتبها الكاتب العام لمراسلون بلا حدود مثلا، أو رئيس نقابة للصحافيين في دولة متقدمة؟
ذلك أنه في تلك الدول ، ونظرا لمداخيل النقابة المهمة هناك تفعيل للتفرغ النقابي بالنسبة للقياديين في أجهزة النقابة، والتي تتكلف بمصاريفهم ورواتبهم وتعويضاتهم.
بينما عندنا فإن رئيس النقابة ونوابه وأعضاء المكتب التنفيذي وأعضاء المكاتب الجهوية والنقابية المحلية مضطرون للمزاوجة بين مزاولة المهنة وقضاء ما تبقى من وقت في النقابة وأحيانا المداومة في الأعياد والعطل، دون أي تعويض، بل أحيانا يضطر عضو المكتب التنفيذي للتنقل من ماله الخاص.