انعقدت في سلطنة عمان ما بين 30 و31 من شهر يناير، الدورة التاسعة للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة بعنوان “الباحثات العربيات لتحقيق التنمية المستدامة”. تحت اشراف وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومشاركة أكثر من 150 باحثة عُمانية وعربية في مختلف المجالات العلمية.
وشاركت الباحثة المغربية علياء العزي، في فعاليات الدورة، بورقة بحثية حول “واقع وأدوار الباحثات العربيات في المجلات القيادية والبحثية” ضمن محور الباحثات العربيات في قيادة المؤسسات والمراكز البحثية العربية التحديات والرؤى.
وتناولت الباحثة علياء العزي، في ورقتها مجموعة من الشواهد الحية على تجربة القيادة النسوية في المجالات البحثية، واستشهدت بالدكتورة فاطمة المرنيسي، التي اعتبرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية سنة 2011 (رمزية السنة) واحدة من بين مئة امرأة الأكثر تأثيرًا في العالم وليس المغرب، او المنطقة المغاربية والشرق الأوسط فقط.
كما طرحت الباحثة علياء العزي في ورقتها الصعوبات التي تواجه تمكن المرأة من موقع الباحثة وبالبحث العلمي، بعد انتقالها من مرحلة التمكين، هذا المفهوم اثير بالمنطقة العربية في المجال السياسي، وارتبط بولوج النساء للبرلمان.
ونوهت الباحثة إلى تزايد عدد المراكز البحثية منذ سنة 2011 كما وكيفا، والتي أصبح ينصت لها من طرف الفاعل السياسي، إيمانا بدوره المفصلي تمكينا وتمكنا، وان المرأة العربية على هرم المراكز البحثية انتقلت من مرحلة التمكين الى التمكن.
وأشارت بذكر مجموعة من النجاحات النسائية التي قدمتها المملكة المغربية، نتاج للقيادة الملكية الرشيدة بقيادة الملك محمد السادس، والمتطلعة للرفع من مستوى المرأة المغربية في جميع المجالات وبالخصوص في القيادة ومجالات البحث العلمي، التي قطع فيها المغرب أشواطا كبيرة تناهز الدولة المتقدمة، وتتصدر أسماء الباحثات المغربيات قوائم البحث العلمي، ما يدل أن وضعية المرأة في المغرب مضية في سياق دينامية مجتمعية وتنموية، ساهم في تبوء النساء المغربيات المكانة التي تستحقها من أجل تحقيق تنمية مستدامة ،
وذكرت الباحثة تصدر أسماء الباحثات المغربيات لإحصائياتالنشر العلمي بالدول العربية والافريقية، حسب تصنيف الفهرس العلمي Index على مستوى العالم، وهما كل من الدكتورة رجاء شرقاوي مورسلي، والدكتورة فريدة فاسي من جامعة محمد الخامس، وهن نموذج لقصص نجاح ملهمة لباحثات عربيات شكلن أنموذجًا فريدًا في التميز العلمي والبحثي وقدمن إبداعات وابتكارات متميزة للعالم أجمع في جميع المجالات العلمية .
وأشارت الباحثة علياء العزي إلى أبرز الرهانات والتحديات التي تواجه الباحثات العربيات للانتقال الى مرحلة التمكن، لشغل مناصب علمية قيادية عالية المستوى، والتي يتصدرها التحدي الثقافي والتمثلات والأفكار الاجتماعية والثقافية السائدة، وصعوبات الحصول على التعليم والتكوين، عبء الالتزامات المنزلية، استمرار هيمنة العقليات الذكورية في التعامل مع المرأة.
يأتي بعده التحدي القانوني والاقتصادي، وتحمل وسائل الاعلام على عاتقها التحدي الثالث، حيث ان هذه القوانين وغيرها من المفروض أن تشاع من طرف الإعلام التقليدي والحديث لتسريع تمكن المرأة العربية في البحث العلمي والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
وفي ختام مداخلتها قدمت الباحثة مقترح انشاء شبكة عربية للباحثات العربيات، ورفع المقترح ضمن التوصيات في البيان الختامي للمنتدى.
يهدف المنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة، إلى تعزيز إسهام المؤسسات والهيئات والجامعات ومراكز البحث العلمي والباحثين والمبتكرين في القضايا التنموية العربية، وتضمن المنتدى عقد 8 جلسات، قدمت خلالها 39 ورقة عمل.
والذي حرصت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على استقطاب أكبر عدد من الباحثات في الوطن العربي، ليكون هناك تمثيل لكل دولة عربية سواءً من الباحثات أو العالمات أو المبتكرات، مُشيرةً إلى أن محاور المنتدى متنوعة في كل المجالات العلمية، سواءً البيئية والصحية والعلوم الاجتماعية الإنسانية وغيرها.
افتتح المنتدى برعاية الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبحضور الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم.
ويُعد المنتدى مناخًا يجمع الخبراء والباحثين العرب والمؤسسات والشركات العربية بنظرائهم على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفرصة لاستقطاب العلماء والخبراء العرب من داخل الوطن العربي وخارجه، للإسهام في نقل وتوطين التقنيات المتطورة إلى البلدان العربية، وتحفيزهم على المشاركة على تطوير وتنفيذ برامجها التنموية.