تحت شعار “فرسان الجيش المغربي: ملاحم خالدة”، توقع القوات المسلحة الملكية على مشاركة عالية الجودة في إطار الدورة الثالثة عشرة لمعرض الفرس بالجديدة، متيحة بذلك الفرصة لتسليط الضوء على إحدى مفاخر الجيش المغربي.
ويعرض هذا المعرض التاريخي، المقام من قبل مديرية التاريخ العسكري، مجموعة غنية تتضمن ما يزيد عن 200 تحفة وقطعة، تتنوع بين الأسلحة، ومجسمات المعارك، وأزياء الفرسان، عبر استخدام وسائط متعددة، إسهاما في جذب الصغار والكبار على حد سواء.
وأوضح السيد مقدم حفيظ، محافظ متحف الأسلحة بفاس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا العمل هو “ثمرة أبحاث تاريخية وعلمية مضنية، وعمل طويل، ينبني على البحث الوثائقي والأعمال التي تم إنجازها على مدى العشرين سنة الماضية، والتي توجت بالعديد من الإصدارات وعدد لا يحصى من المعارض الوطنية والدولية”، مضيفا أن موضوع هذه السنة يكتسي أهمية تاريخية وعسكرية كبرى.
وقد عرف رواق القوات المسلحة الملكية إقبالا ملحوظا منذ انطلاقة فعاليات المعرض، حيث أتاح للزوار فرصة الغوص في أعماق التاريخ المجيد للفرسان المغاربة من خلال المعالم التاريخية التي شكل فيها الفرس رمزا للسلام ولعظمة الشعب المغربي الذي يرتبط مصيره بمصير المملكة الشريفية.
وقالت السيدة تورية أ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لقد جئت للمعرض بناء على طلب ملح من ابنتي الاثنتين، من أجل السفر ولو لوقت قصير وعيش الملاحم المبهرة لفرساننا العسكريين” ، معربة عن إعجابها بالمعرض “الغني للغاية، والذي من خلاله تعلمت الكثير عن تاريخ الفرسان”.
نفس الحماس لدى هاجر ت (45 سنة)، التي قالت “أوجه الشكر الجزيل لمديرية التاريخ العسكري التي عملت على تقريبنا أكثر من كل هذا الكنز الذي يتيح لنا ربط الماضي بالحاضر والمستقبل”.
ويتيح هذا المعرض للجمهور فرصة التوقف عند ملاحم الجيش المغربي العظيمة، ولا سيما ملاحم وحدات الفرسان التي شكلت رأس الحربة وقوتها الضاربة منذ فترة ما قبل الإسلام، وذلك عبر ثلاثة محاور ، وهي الفرسان المغاربة: الأصول والتطور؛ والخيالة المغاربة، وظهور الأسلحة النارية، والخيالة المغربية (السبايسة) في الحربين العالميتين.
وأوضح السيد مقدم أنه من خلال هذه اللمحة العريضة للتاريخ العسكري العريق، يتوقف المعرض عند معارك الأندلس (معركة وادي لكة سنة 711/92 هـ) ، مرورا بإنشاء الدولة المغربية على يد الأدارسة ، وبعدهم المرابطين، ثم الموحدين والمرينيين الذين سيقودون معارك كبرى، لا سيما معاركة الزلاقة (1082/472) ، ومعركة الأرك / 1195/591 .
من جانبه، يقدم رواق مفتشية الخيالة للقوات المسلحة الملكية، تحت شعار “خيالة القوات المسلحة الملكية، مساهمة الفرس العسكري في التنمية المحلية”، للزوار لمحة عامة عن الدور الحاسم للمفتشية في مجال التدريب والاندماج الاجتماعي التربوي للأطفال والشباب.
وفي هذا السياق، تقود المدرسة الملكية للخيالة التابعة للقوات المسلحة الملكية أنشطة ديناميكية من خلال عروض في فن الفروسية (كاروسيل) ومباريات كرة الحصان ومسابقات الفروسية.
من جهته، أكد الكولونيل يعقوبي جواد من مفتشية الخيالة، أن مشاركة خيالة القوات المسلحة الملكية في النسخة الـ13 من معرض الفرس تروم إبراز مساهمة القوات المسلحة الملكية بشكل عام والجواد العسكري بشكل خاص في تحقيق التنمية الجهوية، وذلك من خلال وحدات ونوادي الفروسية العسكرية.
وأكد أن أندية الفروسية الستة المتواجدة في جميع أنحاء المملكة “تقدم اليوم دورات نظرية وعملية في الفروسية لأكثر من 800 عضو، وبالتالي تساهم في التأطير الاجتماعي والتربوي”، مضيفا أن وحدات الخيالة تلعب دورا مهما في التكوين الاحترافي للفروسية، وتقديم تدريب متخصص لمدة ستة أشهر لمن تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية.
وأشار إلى أن نهاية هذا التدريب المتخصص، تتوج بتسليم شهادة للمستفيدين تدعمهم في الاندماج في سوق الشغل وبالتالي تسهم في خلق أنشطة مدرة للدخل.