بحسرة شديدة وعلى مضض سأسمي الجديدة “أم المزابل” ، ولا أظن على المديين القريب والمتوسط أن هناك مدينة في المغرب ” أخنز” من الجديدة ، ويمكن أن تنتزع منها “درع الأزبال” .
الصور التي ترافق هذه التدوينة التقطتها على الساعة الثانية والنصف من صباح يومه السبت 23 يوليوز من سنة2022 ، من وسط المدينة الذي يسوده ظلام حالك لغياب الإنارة العمومية ، هي عبارة عن شوهة بكل المقاييس “ولقات الليل” ، أزبال ونفايات شاهدة على أن الفراشة وغيرهم وباعة الخضر والكرموس والدلاح، أمضوا يومهم من الصباح إلى قرابة منتصف الليل، دون أن يزعجهم القائد وأعوانه ولا القوات المساعدة ولا المجلس البلدي في شخص شرطته الإدارية ، ولما فرغوا من البيع والشراء ، تركوا وراءهم المدينة غارقة في الأزبال كما تدل على ذلك الصور .
واقع الحال يدين كل الشركاء الذين من المفروض فيهم ، صون جمالية هذه المدينة التي تتهاوى بشكل مريب ، وتتحول بسرعة قياسية إلى مجال ريفي بكل تجلياته السلبية.
والمسؤولية التقصيرية للمجلس البلدي في ذلك، لا يرفعها عنه أحد فيها سبق إصرار من طرفه ، أن تظل مدينة العلامة ” أبي شعيب الدكالي” شوهة بين المدن المغربية ، وهي التي كانت مضرب المثل في النظافة وجمالية المظهر .
وإذا كنا قسمنا قسم التعمير بالبلدية “زنكة.. زنكة ” وكلفنا به ثلاثة من نواب الرئيس ، أوليست نظافة المدينة الأولى بتكليف نائب للرئيس بتتبع أحوالها .
الجديدة الغارقة اليوم في الأزبال ، شبيهة بما وصلت إليه العاصمة اللبنانية “بيروت ” سنة 2018 ، ولعل التردي المتواصل للنظافة بالجديدة ، يبيح لنا القول بأن الأزبال هزمت مجلسها البلدي ، وأعتقد أن المجلس الذي ليست له القدرة على حماية المواطنين من الأزبال ، يتعين أن يعلن الاستسلام وينسحب بكبرياء . وإلى أن يحدث ذلك ستظل الجديدة بين المدن المغربية شوهة وأما للمزابل.